Ads by Google X

رواية سفينة الخلاص الفصل الثالث 3 - بقلم شيماء طارق

الصفحة الرئيسية
الحجم

  رواية سفينة الخلاص الفصل الثالث 3 -  بقلم شيماء طارق

قال ياسين مستغربًا:مين دول يا عمتو؟!
فاطمه :عبد العزيز بيه الطحاوي أكبر رجل أعمال في الشرق الأوسط اللي أنا أتفقت معاك من شهرين أن أنت هتاخد البنت الكبيرة وخالد ابني هياخذ البنت الصغيرة واتفقنا مع بعض على كده وحضرتك لحد دلوقتي مش عايز تروح وتزورهم وديني دلوقتي جواب في حوار البنت الصعيدية اللي انت جبتها دي؟!
ياسين (بهدوء): أول حاجه أنا ما قلتلكيش أن أنا هخطبها أكيد أنا قلت لحضرتك هفكر ثاني حاجه البنت اللي حضرتك بتتكلمي عليها دي أنا تعرفت على أخوها وأنا بشتري الأرض اللي كانت في الصعيد و هو راجل محترم جداً و في الوقت الحالي وهو مسافر أمريكا وسابها عندنا لحد ما يرجع لان جامعتها هنا في القاهرة!


فاطمة (بشك): أول مرة أسمع أن عندك صاحب من الصعيد ! كل أصحابك بيزورونا هنا وإحنا عارفينهم كلهم!
ياسين (بدأ يَتعصَّب وقال لها بحدّة): يا عمتو مش لازم تعرفي كل اللي أعرفهم! أنا مش عيل صغير علشان تساليه كل الاسئله دي أنا حرة اعمل اللي انا عايز!
شعرت فاطمة بالخوف من ياسين، فبدأت تُظهر له اللين والتودّد: يا بني أنا بس خايفة عليك! مش عايزاك تخبي عليا حاجه أنت ابني يا ياسين ده أنا اللي ربيتك مع امك وأنت عندي زي خالد ويارا بالظبط ؟
ياسين (يبتسم لها ويقبّل رأسها): ما تخافيش يا عمتو أنا كويس وخديجة بنت كويسه جداً وبنت عيله محترمة ما تقلقيش بس بلاش الجو ريا وسكينه دي علشان البنت غلبانه مش قدك؟!
فاطمة(بزعل): إنت دايمًا بتقول إني بعمل زي ريا وسكينه ليه هو أنا مو’تلك حد قبل كده الله يسامحك ياسين على كلامك اللي على طول بيضايقني ده!؟
ياسين(يضحك بمرح ويقول لها): أنا ما أقدرش على زعلك بس خلّي بالك منها ؟!
فاطمة: والله إني حاسة أن في حاجة غلط.. بس ربنا يستر!
ياسين(وهو ذاهبٌ نحو الباب، قال لها): سلام يا طماطم! سلمي على ماما وخديجة!
غادر ياسين، تاركًا فاطمة غارقة في قلقها بعدما أربكها حديث خديجة كانت تتملكها رغبة مُلحّة في معرفة حقيقتها: من تكون خديجة ومن والدها، وما الذي جاء بها إلى ديارهم كانت الأفكار تتلاطم في رأسها فتزيدها حيرة واضطرابًا.
جلست خديجة في الحديقة تغرق في صمتها وفجأة أطلت عليها فاطمة، تقف أمامها بثبات قائلة : أنتي إيه اللي قعدك هنا اللي اسمي خديجه انتي؟ ؟!
خديجة(بتوتر): كنت زهقانه فقلت اتمشي شويه وقعدت اهنا في حاجه؟!
فاطمة (جلست بجوارها وبدأت تُحدثها بلُطف وقالت لها): خديجة.. أنا عارفة إنك مش أخت صاحب ياسين زي ما ياسين قال.. قوليلي أنتي الحقيقة أنا ما عنديش مشكله معاكي بس كنت عايزة أعرف الحقيقه ممكن لو سمحتي انا بخاف على إبن أخويا وعلى عيلتي علشان كده عايزة أعرف منك الحقيقة مش اكثر!
خديجة(ترتجف وتقولها بخوف):أنا.. ما عنديش حاجة أخبيها كيف ما قالك هو الصح أسأل ياسين وهو هيقول لك على الحقيقة هو عارف أنا مين ومن وين فاكيد ولد أخوك مش هيكذب عليكي!
فاطمة (تحدّق بها وتقول لها): هو أنتي أنسه ولا متجوزة وعندك كم سنه وبنت مين بالظبط في الصعيد؟
[قبل أن ترد خديجة، جاءت منال فجأة وقطعت حديثهما]
منال باستغراب: مالك يا فاطمة! سيب البنت في حالها هي مش في محكمه عشان تستجوبيها بالطريقة دي !
فاطمه (تقف وهي في غاية الضيق): أنتِي دايما بتدافعي عن الغرباء! ما تخافيش عليها مني هو أنا هاكلها يا أختي؟!
قالت لها منال بلُطفٍ وهدوء : أنا مش قصدي يا فاطمه بس دي ضيفه يا حبيبتي علشان كده بقول لك بالراحه عليها؟!
فاطمه بعصبيه شديدة قالت: أنا سايبه لكم الجنينه كلها وهطلع اوضتي؟!
نطقت منال بدهشة: معلش يا فاطمه لو زعلتك ما تزعليش يا قلبي أنتي أختي الكبيرة وما اقدرش ازعلك؟!
فاطمة نظرت إليها ثم ابتعدت دون أن ترد عليها، فذهبت منال إلى خديجة وأخبرتها : قالتلك
حاجه يا بنتي ضايقتك في حد زعلك يا حبيبتي؟!
تحدثت خديجة وهي حزينة : حتى لو قالتلي أي حديت مش هيكون أصعب منها اللي شفته في البلد الحمد لله على اللي أنا وصلتله دلوقت بس اكتر حاجه نفسي فيها إني أشتغل واصرف على حالي ؟!
منال تُبدي بعض المودّة: أن شاء الله يا بنتي ربنا يوفقك وهتقدري تحققي كل اللي بتتمنيه؟!
خديجة ترفع يديها وتقول: اللهم امين يا رب العالمين!
وصل ياسين إلى الشركة وجلس في مكتبه، حيث كان يراجع الأوراق والعقود الخاصة بالصفقة والمشروع في الصعيد دخل عليه المدير المالي وقال له شيئًا كان بمثابة صدمة له : ياسين بيه فيه مشكلة في صفقة الأراضي اللي في الصعيد.. فيه ناس طالبين تعويضات ضخمة لأن خالد بيه خد الأرض بتاع المشروع والاراضي اللي حواليها بسعر قليل جدا!
ياسين (أغلق الملف بعصبية شديدة): أنت متاكد أن خالد مش حد غيره علشان ما يحصلش مشاكل؟!
احمد المدير المالي : خالد بيه يا فندم دي حاجه ما فيهاش كلام أنا ما ينفعش اغلط في موضوع زي ده !
ياسين بهدوء ما قبل العاصفة:تمام يا أحمد اتفضل أنت وأنا هشوف هقدر أعمل إيه في الموضوع ده !
قال أحمد وهو خارج من المكتب:تمام يا فندم!
اكتشف ياسين أن خالد، ابن عمتّه فاطمة، هو من تسبب في هذه المشكلة وأخذ كل الأموال من حساب الشركة.
أمسك ياسين الهاتف واتصل بخالد، لكنه لم يرد عليه فقام بالاتصال بعمتّه فاطمة وأخبرها: خالد نهب الصفقه والفلوس كلها اللي كانت في خزنه الشركه خالد فين يا عمتو البيه بيسرقني عيني عينك ولا همه حاجه ولو ما رجعش الفلوس الخزنه في خلال 48 ساعه هسجنه!
فاطمة(ببرود):هو بس أكيد ما كانش قصده يعمل حاجه أسأل الادارة الماليه عندك أكيد في غلط عندك في الحسابات يا ياسين هو خالد ابني هيسرقك ده المال ماله برده هو في حد هيسرق نفسه يا ابني؟!
ياسين بعصبية: ما فيش غلط إبنك سرق الفلوس من الشركه وأنا هطين عيشته ومال مين ده اللي ماله كل حاجه ملك أبويا وجدي هو ما لهوش فيه أصلا أنا هطين عيشته؟!
أغلق ياسين الهاتف في وجه فاطمة، فأمسكت فاطمة بالهاتف بسرعة واتصلت بخالد وقالت له: إيه اللي أنت عملته ده يا زفت أنت يوم ما تسرق تعملها بالعلني اداري عليك ازاي دلوقتي وكمان البيه جايبلي واحده ما نعرفش اصلها ولا فصلها وبيقول أخت وأحد صاحبه مش عارفه نصائب هتجيلي منين ولا منين؟!
خالد (بيضحك): أنا هتولّي الموضوع ده.. بس ساعديني في إقناع ياسين بجوازة من بنت
عبد العزيز بيه الطحاوي هي دي اللي هتخلينا نقب على وش الدنيا بدل ما إبن أخوك مكوش على كل حاجه!
فاطمه بشر :ما تقلقش أنا هتكلم مع منال في الموضوع ده وهقنعها وأنا عارفه أن ياسين هيسمع كلام أمه بس البنت اللي قاعدة عندنا في القصر دي لازما تمشي من وشه أنا خايفه لا تيجي تشيل الجمل بما حمل ؟!
خالد بحقد وغل: ما تقلقيش يا ماما إحنا هنقدر نكوش على كل حاجه أنا لو حتى هعمل إيه وبالنسبه للفلوس اللي أخذتها من الخزنه أنا هرجعها تاني علشان ياسين ما يتكلمش وهقول له أن أنا كنت بحاول المله الدنيا بمبلغ أقل مين اللي كان المفروض يتدفع والموضوع جاء معايا كده؟!
فاطمة تمهّلي : تمام يا حبيبي ما تتاخرش بقى بالليل على العشا !
خالد :تمام يا ماما يلا سلام؟!
أما في بيت عائلة زيدان، بيت عادل زيدان، زوج خديجة السابق، كان الجو مليئًا بتحضيرات الفرح كانت العائلة مشغولة جدًا بترتيب الفرح، وكانوا جميعًا مشغولين للغاية كانت الفرحة تملأ قلوبهم لأنهم شعروا أنهم انتصروا وحققوا ما أرادوا أما عادل، فقد كان واضحًا عليه التوتر، لكنه كان يحاول إخفاءه.
الحاجه زبيد:أخيرًا الفرحه اللي كنتِ مستنية بقى
لي سنين اخيرا هتتحقق ! واكتر حاجه هتفرحني يا ولدي اما اشوف عيالك وهم بيجروا قدام عينيا أنا الفرحه مش سيعاني دلوقت !
منى كانت تعطي التعليمات للعمال وكانت تعمل بكل نشاط لكي تنتهي من كل شيء قبل الليل، لأن العروس كانت على وشك الوصول: ايوه يمايا كلها ساعات قليلة والفرحه هتملى دارنا الحمد لله ربنا ريح قلبنا وزوحنا النحس اللي اسمها خديجة من طريقنا أنا قلبي ارتاح قوي قوي يا مايا ربنا يريح قلبك يا عادل ويديك الواد اللي نفسك فيه وبتستمناة؟!
عادل بهدوء:إن شاء الله بس… عارفين إن الواحد مش قادر ينسى الماضي بسهولة يا منى ربنا يستر واللي تيجي دي تكون بتخلف ما تكونش كيف خديجه لأن لو ما خلفتش هكون أنا المنحوس مش هي!
الحاجه زبيدة:( تحاول أن تُدْخِل الطمأنينة إلى قلبه)اللي فات فات يا عادل دلوقت عندك فرصة جديدة تبدأ فيها حياتك مع واحدة تانية وبعدين هي هتجيبلك الولد اللي نفسك لأنها خلفت قبلك اكده ومعاها ولد يعني ولاده وأنت يا ولدي راجل وما عندكش عيب؟!
عادل:(نظر إلى الأرض قليلاً ثم رفع رأسه وقال لها)ربنا يسهل يا مايا؟!
بدأ الفرح وكان الجميع مشغولًا، وكانوا في غاية السعادة العروس الجديدة دخلت البيت، وكان الجميع فرحًا ويرحبون بها دخلوا بها إلى المندرة الكبيرة، حيث كانت النساء يهنئنهن بفرح.
قالت الحاجة زبيدة، بفرحة: نورت دارك يا بتي نورت دارك يا وش الهنا؟!
نجلاء بكسوف :الدار منور بناسها يا خاله!
منى بفرحة، تحاول أن تظهر وكأنها مسيطرة قائله: إيه رايك يمايا العروسه زينه شفتي كيف القمر ما جايبي علشان تعرفي أن أنا ما بجيبش حاجه وحشه ؟!
الحاجه زبيده : بسم الله ما شاء الله كيف القمر المنور ليله تمامه أنا واثقه فيك يا منى ده أنتي بتي ولازما تجيبي الحلو كله ؟!
نجلاء:شكرا قوي ربنا يخليكي يا خالة أنا فرحانه إني فرح هعيش في وسطيكو والله!
الحاجه زبيدة : أنتي بقيتي كيف بتي قوليلي يا مايا مش رايداكي تقولي كلمه خالة دي واصل؟!
نجلاء بكسوف: حاضر يا مايا !
الفرح انتهى بسرعة، وأخذ عادل عروسته الجديدة إلى غرفته كانت لحظة الدخلة التي كان من المفترض أن تكون بداية جديدة، لكنها لم تكن كما توقَّع عادل لم يشعر بالسعادة التي كان يتوقعها نظراته لم تكن مليئة بالإعجاب، كما كان يشعر دائمًا عندما كان ينظر إلى خديجة كانت نجلاء، زوجته الجديدة، مختلفة تمامًا عن كل ما عرفه هي امرأة جريئة جدًا، وفي تصرفاتها شيء من الوقاحة، لا تتردد في التعبير عن آرائها بحدة، حتى في اللحظات التي تتطلب الهدوء أو الرقة لم يكن يراها جميلة بنفس الطريقة التي كان يرى بها خديجة، ولم يكن يعجب بها في ذات العمق الذي كان يشعر به تجاة الأولى.
في صباح اليوم التالي، نزلت نجلاء برفقة عادل إلى الطابق السفلي، وقد بدأت ملامحها الحقيقية تتكشف منذ اللحظة الأولى لم تعد تلك العروس الهادئة التي تظاهرت بالطيبة والرقة، بل ظهرت على طبيعتها؛ امرأة جريئة، صريحة لأبعد الحدود، تتحدث بلا حرج وكأنها في بيتها منذ سنوات نبرتها كانت حادة، وحضورها طاغٍ، وكلامها كشف للجميع أن ما كانوا يظنونه طيبة، لم يكن سوى قناع مؤقت سرعان ما سقط مع أول صباح لها في البيت قائله:
ما شاء الله عليك يا جوزي راجل مال وهدومك راجل ولا كل الرجالة أنا مش خابرة كيف مرتك قدرت تبعد عنك يا بعلي أنا لو منها مش هسيبك وأصل ما تقلقش أنا هجيبلك العيال اللي بتتمناهم وهملالك دارك أن شاء الله قول امين ؟!
كانت الحاجة زبيدة مستغربة جدًا من أسلوب نجلاء وجرأتها في الحديث، لكنها فرحت كثيرًا بكلامها وقالت لها: ربنا يخليكي يا حبيبتي ده اللي كنت رايد أسمعه من خشمك وأنا والله يا بتي قلبي متشحتف على حته عيل ومستنيينه بفارغ الصبر وربنا يجعل فك النحس على يدك يا بت الحج سباعي الراجل الطيب؟!
نجلاء:(بابتسامة ماكرة)أكيد هعمل كل حاجة عشان أجيبلك الولد يا حماتي اللي بتتمنوه!
في تلك اللحظة بدأ عادل يسترجع كل ما كان يحدث بينه وبين خديجة تذكّر خجلها، وأدبها، واحترامها للجميع، على النقيض تمامًا من زوجته الجديدة اجتاحت الذكريات عقله من كل جانب، بينما كان يحاول أن يقنع نفسه بأن ما مضى قد انتهى، وأن لا جدوى من التفكير فيه لكن تصرفات زوجته الجديدة الغريبة لم تُسهم سوى في زيادة الضيق بداخله.
بدأ يشتاق إلى خديجة، وكلما اقتربت منه زوجته الثانية، شعر بالاختناق، وكأن الدنيا تضيق من حوله أحسّ بأنه قد ظلم خديجة، وظلم نفسه معها أدرك الآن أنها كانت فتاة صالحة، حسنة التربية، تستحق الاحترام والتقدير.
وبعد بضعة أيام من الزواج، جلس عادل مع أحد أصدقائه، وكان يعمل في مستشفى اصطحبه الصديق إلى هناك، وأجرى عادل الفحوصات اللازمة ليطمئن ويعرف ما إذا كان قادرًا على الإنجاب أم لا.
قال سامي بحزن: عايزه اقول لك حاجه بخصوص التحاليل وأن العيب كان؟؟؟

  

google-playkhamsatmostaqltradent