Ads by Google X

رواية خيانة شرعية الفصل الخامس 5 - بقلم سارة رجب حلمي

الصفحة الرئيسية
الحجم

 

 رواية خيانة شرعية الفصل الخامس 5 -  بقلم سارة رجب حلمي

كانت أمل سرحانة تماما وفجأة بصت لمى وهى بتقولها: مى، انا عايزة اقولك حاجة مهمة أوي..
انتبهت مى تماما لمجرد انها حست ان أمل بدأت من جديد تفتح ليها قلبها وتحكي معاها وقالتلها: خير يا حبيبتي؟
أمل: بابا عايز يجوزني… ايه رأيك؟
كانت محاول من أمل نفس محاولة علي لما فضل يحكيلها عن وجود أمل في وسطهم لحد بعد نص الليل عشان يعرف احساسها ايه من ناحيتها.
واهي دلوقتي أمل بتعمل نفس التصرف وهى بتحاول تعرف مى ممكن تفكر ازاى في مسألة زى دى، وكأنهم مش قادرين بستوعبوا ان اللي بيفكروا فيه ده مستحيل يخطر على بال مى، ولو خطرلها في يوم مينفعش يتوقعوا رد فعلها لانه هيكون اكبر بكتير من توقعاتهم…


مى بابتسامة: المهم رأيك انتي يا أمل…. انا مقدرش اقولك وافقي ويكون ده فوق قدرتك او حاجه مستحيل تفكري فيها او تقبليها بعد وفاة الشخص ال حبتيه، وممكن اقولك ارفضي ويكون من جواكي عندك اسبابك اللي تخليكي توافقي…
أمل: اناكل اللي يهمني ولادي، يلاقوا أب يعوضهم عن ابوهم.
سكتت شوية وبعدين قالت: تفتكري يا مى ممكن الاقي حد يعوضهم عن وجود باباهم تماما، يكون في نفس مكانه ويعمل نفس اللي كان بيعمله ويديهم نفس الحنية؟
سرحت مى شوية وهى حاسة بالتشتت، حاسة ان لو قالت اه هتبقى بتكدب عليها، مفيش راجل غريب ممكن تتجوزه يبقى في مكان ابوهم بالظبط!، وان حصل بيكون نسبة قليلة اوي لا تذكر اصلا من النوادر..
بصتلها وهى بتقول: أمل… اللي بتكلميني فيه اكبر من انى أديكي فيه رأي واحتمال يطلع غلط في الآخر، الموضوع ده كبير اوي فعلا… وعشان كده لازم تفكري في اولوياتك كويس جدا جدا، لازم تعرفي ناقصك ايه ومحتاجة تكمليه، وتشوفي هل الجواز هو الشيء الوحيد اللي هيقدر يقدملك احتياجك ده ويكمل اللي ناقصك ولا احتياجك بعيد عن دايرة الجواز، بالذات بالمفاهيم اللي عليها مجتمعنا دلوقتي.
أمل: تقصدي ايه بالمفاهيم اللي عليها مجتمعنا ؟
مى بتوضيح: اقصد ان معروف في مجتمعنا ان مفيش راجل يحب يشيل ولاد غيره، فلو انتى احتياجك لأب لولادك، يبقى الجواز مش هو الشيء اللي هيلبي احتياجك ده.
هزت أمل راسها بمعنى انها فهمت كلامها كويس وجواها بتدور حرب شرسة، ما بين بداية ميل وانجذاب لعلي، وبين شعور بالذنب ناحية مى بسبب تفكيرها ده وانها كمان بتحاول تسمع كلام يرضيها على لسان اخر واحدة ممكن تسمع منها الكلام ده…
سكتت شوية ولما مى لقت ان مفيش كلام جديد اتفتح بينهم قالت: انا مش قصدي مديكيش رأيي، بس انا حاولت احطلك خطوط رئيسية تساعدك في انك تعرفي تختاري صح.
أمل بحزن: هو بس بابا خايف عليا من الوحدة، وانا خايفة على ولادي من كل الجوانب، خايفة لو اتجوزت وخايفة لو فضلت عايشة بيهم لوحدي.
قالت مى بتفاؤل: عايشة بيهم لوحدك ازاى بقااااا… انتى معاكي جدهم وجدتهم وعمهم، وانا متأكدة من حبهم ليهم وخوفهم عليهم ومش هبالغ لو قولت اكتر منك كمان… انتى مبتشوفيش علي بيتكلم عنهم ازاى… والله انا ساعات بحس انهم اولاده هو مش اولاد اخوه، متخافيش عليهم، أهل ابوهم ناس قلوبهم مفيش اطيب ولا أحن ولا اجدع منها، صدقيني والله مهما كان طيبة الراجل اللي هتختاريه مش هيحبهم قد أهل أبوهم…. فكري اكتر وان شاء الله هتوصلي لأحسن حل.
حست أمل بخنقة مسكتها ومش عايزة تسيبها فقررت انها لازم تنهي الكلام معاها في اسرع وقت وبالذات في الموضوع ده فقالتلها: اكيد… ان شاء الله.
مى حست انها بتطفل عليها وان أمل من الاول معندهاش رغبة تتكلم معاها وانها بس فتحت معاها الموضوع ده احسن من انها تفضل ساكتة ومش لاقية كلام، فقررت انها تقوم تمشي، وهى محتارة ما بين ان فيه سبب مخلي أمل متغيرة من ناحيتها وبين ان أمل بتمر بحالة نفسية صعبة وده اللي مغيرها.
بس غريبة…. علي ولا مرة قال ان أمل فيها اى حاجة!!، ده بالعكس كل كلامه عنها انها مبسوطة وفرحانة بعلاقته الحلوة مع الولاد، بس محاولتش تركز اوي مع سبب تغيرها واكتفت انها تعتبر السبب انها فعلا خايفة على ولادها وبتفرح بمجرد ما تشوف اهتمام حد بيهم لكن غير كده هي حالتها النفسية لسه مش مستقرة…..
أمل طول اليوم كانت بتفكر في زيارة مى، ودايما اللي عامل حاجه خايف منها بتبقى شكوكه وظنونه كتير، فمكانتش مرتاحة طول اليوم لزيارتها ابدا وعقلها مش بيبطل تفكير ومنتظرة علي يجي في اقرب وقت عشان تحكيله وتسأله عن علاقة مى بيه ويا ترى هى متغيرة معاه ولا هي طبيعية ودي مجرد زيارة عادية… لكن وللاسف مر اليوم من غير ما علي يجي ولا حتى يتصل يتطمن عليهم، حاولت تقدر انه مشغول بشقته بس كانت دايما النار بتنهش في قلبها كل ما تفتكر انه زمانه موجود وسط العمال وهو بيكلم مى يحكيلها كل التفاصيل وياخد رأيها في كل اللي بيتعمل في حين ان هو ناسيها خالص وناسي احمد وفاطمة…
زعلت من نفسها اوي انها كل شوية تقفشها وهى بتتمادى في التفكير في حاجات مش بتاعتها ولا من حقها…
مرت الايام وعلي ما زال مشغول عنهم تماما، رجعت تاني تقطع الاكل بالايام ومتقومش من سريرها الا بضغط على نفسها عشان الولاد بس، وكانت ما بتصدق تخلص اللي وراها وتخليهم مش محتاجين حاجة عشان ترجع تنام في سريرها، لا هى نايمة ولا هي صاحية وقاعدة مع ولادها…
لحد ما جسمها ضعفت قوته خالص من قلة الاكل ومن الاكتئاب اللي بتمر بيه، وبدأت تكون مريضة جسديا زى ما هي حاسة بمرض نفسيتها اللي مش عارفة ترتاح.. وكأن موت جوزها حكم عليها تعيش جسد بلا روح، متعذبة، لا عرفت تنفذ رغبتها وتعيش لوحدها وتكمل حياتها مع ولادها في سلام، ولا عرفت تتجوز جوازة طبيعية تقويها على قسوة الوحدة والايام، لا بقت سعيدة ولا عرفت تسعد ولادها، وكإن الزمن فعلا وقف يوم ما مات، كانت بتقرأ كتير عن تجارب الامهات اللى توفى ازواجهم، كانت عارفة ان كل اللي هي فيه ده طبيعي واى واحدة في نفس موقفها مرت بمشاعر التخبط والوجع وفقدان الشهية للحياة والاستمرار فيها، بس اللي زاد سوء احوالها هو ان اسمها اتربط بواحد اسمه مربوط بواحدة تانية، وحطت معاه شروط وكانت هى اول من أخل بالشروط دي……
كل يوم بتحس انها قرفانة من نفسها، مش طايقة حتى تبص في المراية، كارهة تتكلم مع نفسها، وبعد كل المشاعر دي تلاقي نفسها بتضحك عليها واحدة واحدة وهى بتقولها مالك عاملة كل ده ليه؟، ربنا من فوق سبع سموات حلل ليكي الراجل اللي بتفكري فيه ومش عيب ولا حرام انى احس انى مرتحاله ولا عيب ولا حرام ان راجل يتجوز اتنين!!!
بترجع ترد على نفسها بحدة وانهيار وهى بتقولها.. يعني لو جوزك كان فكر يتجوز عليكي كنتي هتقولي كده؟!، طب لو انتى مكان مى كنتي هترضي بكده؟!
اكيد لا.. يبقى حرام ترضيلها اللي مترضيهوش على نفسك من كل تجاه.
ترجع نفسها تغلبها وهى بتحط ادامها كل الحاجات اللي تخليها تصعب عليها وهى بتقولها، بس القدر جمعنا غصب عننا، وانا مش هقدر اعيش الباقي من عمري شايفة سعادتي ادام عيني ومش طايلاها بإيدي…
كانت نفسها عليلة ضعف علة جسمها، وكانت مستسلمة للمرض مش قادرة تقاوم ومعندهاش رغبة في اى حياة تتعاش، غلبتها احزانها وغلبت حبها لولادها فغفلت عنهم وعن الاهتمام بيهم فبقت تصحى من نومها تفتحلهم الباب وتقولهم ينزلوا لجدتهم، من غير حتى ما تقدر تنزلهم بنفسها ولا بتسأل عنهم طول اليوم، اول يومين من الوضع ده كانت جدتهم فاكرة انه عادي تصرفها مالوش سبب، بس بعد كده بدأت تقلق عليها، واول مالولاد نزلوا باستهم وحضنتهم وحضرتلهم الفطار وطلبت من جدهم انه يخلي باله عليهم لحد ما تطلع تشوف أمل وتنزل تاني.
خبطت أم علي على الباب كذا مرة لحد ما اخيرا انتبهت أمل وقامت من على السرير بتعب واجهاد.
فتحت الباب وبمجرد ما شافتها ام علي اتخضت عليها وشهقت بفزع وهى بتقول: مالك يا أمل؟، فيكي ايه؟، انتي تعبانة يا بنتي؟
هزت امل راسها بضعف ووسعتلها المجال عشان تدخل الشقة.
سندتها ام علي لحد ما قعدوا على اقرب كنبة، وخدتها في حضنها وهي بتمشي ايدها على شعرها وبتقولها بحزن: مالك يا بنتي؟، ازاى تبقي تعبانة كده ومتقوليش؟، هو انا مش زى امك يا أمل؟
قالت امل بارهاق: مكنتش عايزة ازعجك.
ام علي: تزعجيني!!، ده اسمه كلام برضو؟، والله مكانتك عندي من مكانة ولادي..
سكتت شوية وقالتلها: انتى شكلك مبتاكليش وده هيزود تعبك اكتر، انا هقوم اعملك أكل واجبلك علاج.
فكرت شوية وهى بتقولها: بس انتى عندك ايه او حاسة بإيه؟
سكتت أمل معرفتش ترد عليها، لان اللي تاعبها مش ممكن يتوصف، واللي عندها مالهوش علاج، هتقولها حاسة ان ربط اسمي بعلي واجعني وهادد روحي!، لا عارفة أفك قيودي بيه ولا قادرة ارضى بالوضع بينا واعيش عامله مش واخدة بالي وانا جوايا صوت بيقولي ان ليا حق فيه!!
حست أم علي بحيرتها ووجعها من غير كلام، عرفت ان اللي تاعبها مش جسمها، وان روحها تعبانه ويمكن هى نفسها متعرفش سبب التعب ده ايه، محبتش تزود عليها التعب، ومشت ايدها على شعرها تاني بحنان، وقامت وهى بتقول: مش هتخفي غير بحاجتين تاخدي دوش سخن حلو كده وتلبسي لبس حلو والوانه حلوة وتاكلي كويس اوي هتلاقي نفسك اتحسنتي كتير، يلا قومي جهزي هدومك وانا هدخل الحمام اجهزهولك، وبعد كده هعملك اكلة تستاهل بوئك.
ابتسمت أمل وعينيها بتشع حب للست الطيبة دي ولكلامها اللي كله طيبة وحب وحنية عليها كإنها أمها بالظبط مش حماتها.
سمعت كلامها وقامت تاخد دوش متعشمة ان المياة تاخد كل احزانها وتنزل.
طلعت من الحمام وهي لابسة بيچامة ناعمة ومريحة لونها وردي وحطت روچ خفيف بنفس اللون بتحس انها منورة اوي لما بتحط اللون ده، خرجت من الحمام بشكل احلى واجمل بس الروح باهتة وتعبانة زى ما هي.
شافتها ام علي وضحكت وهى بتقول: ما شاء الله زى القمر يا حبيبتي، ايوا كده، بلاش اكتئاب وحزن ومشوفكيش لابسة اسود تاني، الاسود مش هيرجع اللي راح يا بنتي، الحزن هيفضل في قلوبنا مش هيسيبها ابدا على الغالي بس عشان نفسيتنا متدمرش والحياة لازم تمشي يبقى نعمل اللي يبسطنا ولو شوية صغيرين وعشان العيال بيتأثروا يا أمل، مينفعش يشوفوكي حزينة والحزن بيهزمك.
ابتسمتلها أمل وهى مبسوطة بيها اوي وبكلامها وانها ست طيبة اوي ومتعلمة وبتعرف تتكلم كويس معاها وبتقدر دايما تقنعها وتهون عليها، اللي مزعلها انها اول مرة متعرفش تحكيلها عن اللي جواها وتاعبها، اللي جواها ميتحكيش!
دخلت تسرح شعرها اللى عملته تسريحة حلوة وجديدة عليها يمكن التغيير البسيط ده يحسن نفسيتها برضو!.
نادت عليها ام علي وهى بتحط الاكل وقالتلها: انا كنت فطرت تحت بس برضو هاكل معاكي عشان افتح نفسك.
بصت امل للاكل وهى مبسوطة وقالتلها: تسلم ايدك يا حبيبتي ريحة الاكل وشكله تحفففة، انا قبل ما اشوفه ادامي كان ممكن احلفلك اني مش هاكل، بس بعد ما شوفت الجمال ده حاسة انى كنت جعانه بقالي كتير اوي.
ضحكت ام علي وقعدت معاها وكلوا مع بعض وبعد ما خلصوا اكل قالتلها: يلا بقى ادخلي نامي براحتك خالص ومتشليش هم الولاد ابدا، انا عارفة انك بتحبي تنيميهم في سريرهم، فهاخد المفتاح معايا ولما يجي ميعاد نومهم هطلعهم وانيمهم كمان.
شكرتها امل وهى بتحضنها اوي واجزمت على ان حتى امها مش هتحس بيها كده ولا هتحن عليها كل الحنية دي.
بعد نزول ام علي بكام ساعة وصل علي للبيت وفرح اوي لما شاف ولاد اخوه وقال: الحمدلله انى جيت بدري النهاردة عشان ألحق اشوفكم واقعد معاكم شوية كل يوم باجي اعرف انكم كنتوا هنا وطلعتوا وبكون راجع متأخر مبعرفش اطلعلكم بتكونوا روحتوا في سابع نومة.
طلبت منه امه تقعد معاه شوية لوحدهم ولما قعدوا قالتله: امل مش عاجباني خالص، النهاردة قلقت عليها مختفية بقالها فترة ولما طلعتلها لقيتها تعبانة ومش قادرة حتى توقف على رجلها وباين عليها ان بقالها كتير اوي مكلتش اى حاجه.
عملتلها أكل وقعدت كلت معاها يادوب سدت جوعها كده بس مكلتش كويس ومقدرتش اعرف مالها ومرضيتش اضغط عليها.
علي كان زعلان من اللي بيسمعه بس مكانش حابب الاحساس اللي وصله من السبب ال خلى امه تحكيله فاضطر يرد بعكس احساس الشفقة عليها وقال: ايوا يعني يا ماما انا مالي ومال كل ده!، هى تعبانة وانتى طلعتي وعملتي معاها الواجب وخلاص، وابقي كل يوم اعملي كده او عرفيها تنزل تاكل معاكم بس وتطلع ترتاح تاني عشان متطبخيش فوق وتحت ويبقى تعب عليكي، انا بقى بتحكيلي ليه!
قالتله بحزن: انت قاسي كده ليه يا علي!، متوقعتش منك تبقى قاسي كده هو انا يعني لو حكيتلك كل ده عن مى كنت هتقولي بتحكيلي ليه؟!
قالها بانفعال: هى دي المشكلة فعلا، انك تقصدي كده، ان مفيش فرق بينها وبين مى وانها مسئولة منى بقى ولازم اهتم بيها زعلانة تعبانة مالهاش نفس تاكل مخنوقة، لازم انا اكون مهتم واعرف كل ده بالحرف، ما هو لو مى اللي كانت كده كنت اهتميت… مش كده!
بصيتله أمه وهى بتاخد نفس عميق وبتخرجه مرة واحدة بزعل من اسلوبه معاها وقالت: انا عارفة كويس اتفاقاتكم وكل الكلام ده، بس حتى لو هى اتفقت معاك على ايه كده ده ميخليش انك تنسى انها ادام ربنا مراتك، واكيد مهما اتفقت معاك هتبقى من جواها برضو مستنية كلمة واهتمام.
وقف علي بعصبية وهو بيقول: لا ده كده تبقى مشكلتها هي مش مشكلتي انا خالص، ولا حتى عايز اعرف هى بتفكر في ايه او ايه بيزعلها وايه يخليها فرحانة، هى مش هتعيش حياتها وتتبسط بيها وتفرح وتاخد حقها في الفرحة وتيجي تدمرلي انا حياتي من قبل حتى ما تبدأ وتعيشني اللي جاي من عمري متنكد وحزين عشان هى برضو انانية ولسه عايزة تكمل في سعادتها واللي يفرحها هي وبس…. هو ليه كل واحد مش بيشوف غير نفسه وبس حتى لو هيدوس على رقبة واحلام غيره!!
قالتله امه: فيه ايه!!، كل ده عشان بعرفك تسأل عليها سؤال؟!.
علي: السؤال ده هيبقى إلزاما عليا بعد كده، وبعد شوية مش هيبقى كفاية سؤال وهلاقي طلبات جديدة ظهرت وحاجات بقت بتزعل ست أمل هانم ولازم أحل الموقف بسرعة عشان مينفعش تزعل، وتفضل التزاماتي ناحيتها تكبر يوم بعد يوم لحد ما تخنقني وتبوظ حياتي كلها.
امه بنفاذ صبر وقفت وقالتله: انت حر، تسأل متسألش، انا مش بفرض عليك حاجة، انا كنت فاكراك حنين وهتصعب عليك الغلبانة اللي عايشة لوحدها وتعبانة بقالها كذا يوم لدرجة مبقيتش تقدر تخدم عيالها وبقت تنزلهم عشان أأكلهم واهتم بيهم ومكانتش بتقدر حتى تنزلهم هي بنفسها، وعلى فكرة حتى لو مكنتش كتبت كتابك عليها برضو كنت هحكيلك على حالها زى ما بشاركك كل حاجة تحصل، بس ساعتها كانت هتصعب عليك وهتطلع على طول تطمن عليها، كتب الكتاب ده مش مخلينا احنا اللي مزودنها معاك ده مخليك انت اللي مزودها وحساس من ناحية اى كلمة تتقالك…. شوية وهاخد الولاد وهطلع انيمهم عشان امهم مش هتقدر تنزل تاخدهم زى كل يوم، ومتشكرين لخدماتك ولسؤالك اللي مستكتره اوي على المسكينة دي.
سابته وطلعت عشت الولاد وفي اللحظة اللي قالتلهم يلا عشان ميعاد النوم جه ومسكت ايديهم، طلع علي من اوضته وقال للولاد: يلا عشان بابا علي هياخدكم وينيمكم النهاردة.
فرح الولاد وصرخوا بفرحة: هييييييييه.
ضحكت امه بسعادة وقالتله: كنت عارفة انى مخلفتش حد قاسي.
ضحكلها وهو بيشيل احمد وفاطمة كل واحد منهم على ايد وبيقف ويقولها يلا هطلع انيمهم واتطمن على أمل وانزل.
قالتله: استنى، المفتاح معايا افتح بيه عشان متقومهاش.
ادتله المفتاح وهو بيبصلها وبيقول: ميصحش يا ما….
قاطعت كلامه وقالتله: متقلقش زى ما قولتلك مش بتقوم من السرير خالص ولو مسمعتش صوتك وقامت ابقى خبط على باب اوضتها من غير ما تدخل وعرفها انك طلعت الولاد ونيمتهم وسلم عليها وانزل.
هز راسه وطلع نزل الولاد على الارض عشان يعرف يفتح الباب وفعلا فتح ورجع شالهم تاني، ودخل كانت الشقة ضلمة خالص ومفيش اى صوت يدل انها بتعمل اى حاجة، اتأكد من الاجواء انها فعلا نايمة.
خد الولاد ودخل اوضتهم، لقى الاوضة مش مترتبة خالص، قال لنفسه انها فعلا شكلها بقالها فترة تعبانة عشان كده مرتبتش الاوضة ولا قدرت تهتم بهدوم الولاد اللي مرمية في كل حتة دي، قعد الولاد على السرير وبدأ يرتب السرير التاني بس معجبتهوش الملاية سألهم فين الملايات اللي ماما بتفرشهم هنا، شاوروله على الدولاب فتحه وطلع منه ملايتين نضاف بنفس اللون وبدأ يغير ملايات السراير ونيم الولاد كل واحد في مكانه ولم كل حاجة في الاوضة الملايات اللي مش نضيفة وهدوم الولاد اللي على الارض وحطهم في سلة الهدوم اللي هتتغسل وشال السجادة من الارض وبدأ يلم كل التراب والورق اللي الولاد مقطعينه ورجع فرش السجادة تاني، كانوا الولاد بيتابعوه باهتمام وبيضحكوا وهو كل ما يبصلهم ويشوف ضحكتهم يضحك هو كمان وهو مبسوط اوي باللي بيعمله علشانهم، قفل النور ونام جنب احمد وبدأ يحكي الحدوتة اللى وعدهم بيها بس فاطمة كانت زعلانة انه مش نايم جنبها هي، فجابها وحضن كل واحد منهم من ناحية وقعد يحكيلهم حكايات وكانوا متحمسيين في الاول وده خلاهم ياخدوا وقت طويل لحد ما اخيرا ناموا…
قام من جنبهم وخد السلة معاه وهو خارج وقفل عليهم الباب بعد ما فتحلهم نور خافت، راح للغسالة وحط كل الغسيل فيها ومكانش عارف يشغلها!، صورها وبحث بصورتها لحد ما عرف طريقة تشغيلها وشغلها فعلا وحط من المسحوق اللي كان جنبها وقبل ما يخرج من المطبخ اللى كانت الغسالة فيه بص على الحوض لقاه نضيف والمطبخ مترتب افتكر ان مامته قالتله انها طلعت عملتلها اكل النهاردة واكيد مسابتش حاجه مش نضيفة، وقف لحظة وهو بياخد باله ان ده معناه انها ماقامتش ولا كلت اى حاجه تاني النهاردة من وقت الفطار!!
لقى نفسه بيرجع للمطبخ تاني وبيدور على الاكل اللى مامته عملته وبدأ يسخنه وحب يزود شوية فطلع بيض وعمله وحط الجبن اللي موجودة وسخن العيش وبدأ يحط كل حاجه في طبق على صينية الاكل ووقف محتار مش عارف يعمل ايه بعد كده!!، دى ولا حست بيه ولا بوجوده خالص!!
راح عند باب اوضتها زى مامته ما قالتله وكان متوارب، شجع نفسه انه يخبط، وفعلا خبط وهو متردد، اتخضت وقالت بصوت مفزوع مين!!
قالها بتوتر: أنا علي.
حست ان قلبها بيتخلع من مكانه من المفاجئة اللي مكانتش متوقعاها، معرفتش ترد تقول ايه!
لما لقاها ساكتة قال: بستأذنك اجيب صينية الاكل اللي حضرتهالك.
حست ان قلبها بيوقف خالص عن النبض، معقول علي هنا!، وكمان حضرلها الاكل بنفسه!!، بدأت تشك انها لسه نايمة وبتحلم حلم يفرحها عشان تصحى بعد كده تتصدم بالواقع وانها لسه وحيدة!
بس اتأكدت انه مش حلم لما شافته داخل الاوضة وبيفتح النور وهو متوقع انه لما عرفها انه داخل بالاكل قامت وغطت شعرها ولبست حاجة تليق بوجوده.
بس اتفاجئ انها قاعدة في مكانها زى ما كانت نايمة وشعرها مكشوف ولابسة بيچامة متليقش بوجوده!
قرب من غير ما يرفع عينه عليها تاني وحط الاكل جنبها وقالها وهو وشه في الارض وبيقول بسرعة كإنه مستعجل: انا لما دخلت المطبخ عرفت انك مقومتيش تاكلي خالص فقولت اعملك حاجة تاكليها قبل ما انزل، الف سلامة عليكي، انا هنزل بس لو حابة اشيل الصينية بعد ما تخلصي فممكن استنى برا لحد ما تنادي عليا.
خلص كلامه وكان خارج حتى من غير ما يستنى يسمع جواب منها على اى حاجة قالها، بس اتفاجئ بإيد بتمسكه……
يتبع….
google-playkhamsatmostaqltradent