رواية في ظلال الحب المفقود الفصل الخامس 5 - بقلم مهجة
"بين الأمل والواقع"
أيهم: لقد عدنا، هل تأخرنا عليكم؟
أدهم: لا، أتيتم بسرعة.
أيهم: جيد، دعنا نذهب الآن للعب الكرة.
أدهم: لا.
أيهم، متعجبًا ويخفي بعض المكر: أعتقد أن الوقت الذي قضيته كان كافيًا يا أدهم.
أدهم: ليس كافيًا، ولكنني رفضت لسبب آخر.
ليان، بفضول: ما هو السبب؟
أدهم: سُكرة ستلعب معنا.
ليان وأيهم معًا بصدمه: ماذا؟!
أدهم: نعم، أنا أيضًا صدمت هكذا، لكن سُكرة أخبرتني أنها تجيد لعب كرة القدم، فقررنا أن نقيم مباراة والفائز فيها له طلب مجاب.
ليان: أحقًا يا سُكرة؟
سُكرة: نعم، حقًا.
أيهم: مذهل! لم أرى في حياتي فتاة تجيد لعب كرة القدم.
سُكرة: ابتسمت لك الحياة، سترى اليوم. أيهم: متحمس لذلك.
أدهم: هيا، لننتهِ من إطعام الدجاج. سنجلس هناك في انتظاركم. أمسكت بيد ليان وأردفت قائلة: حسنًا. ذهبنا نحو قفص الدجاج، بينما ذهب أدهم وأيهم لإحضار الكرة.
ليان: لم أكن أعرف أنك تجيدين لعب الكرة! سُكرة: لطالما كنت ألعبها مع إخوتي. عبد العزيز هو من علمني، كما أنهم علموني ألعاب الفيديو مثل "البلايستيشن".
ليان، بعد تفكير لثوانٍ: هذا يفسر تصرفاتك الذكورية أحيانًا.
سُكرة: تصرفات ذكورية؟!
ليان: أجل.
سُكرة: كيف ذلك؟ ماذا فعلت؟
ليان: طريقتك في الجلوس على الكرسي، والملابس التي ترتدينها، والآن تريدين لعب مباراة كرة قدم مع أدهم! سُكرة: لا أجد شيئًا غريبًا في كل هذا. جلستي طبيعية، وهذه الملابس التي أرتاح فيها، كما أن لعب كرة القدم ليس حكراً على الذكور!
ليان: هل كانوا ينادونك بلقب ما عندما كنتم لدى جدتي في السودان؟
سُكرة، مبتسمة: أجل، "محمد الولد".
ليان، ممسكة معدتها من الضحك: أرى أن الجميع يعرف ذلك!
سُكرة: لا، لم أرَ. أنا فتاة وتصرفاتي أيضًا كالفتيات. ليان: نعم، صحيح.
سُكرة: ماذا تفعلين؟
ليان: سأفتح الباب لكي ندخل إلى عند الدجاجات. سُكرة: لا، لا أريد الدخول. ألا يمكننا أن نطعمها من خلف السور؟
ليان: يمكننا، لكن سيكون ممتعًا أن تشعري بها وهي تأكل من يدك.
سُكرة: لا أحب أن أقترب من الحيوانات لهذه الدرجة!
ليان: لماذا؟
سُكرة: فقط لا أحب ذلك.
ليان: حسنًا، لا بأس. سنطعمهم من خلال السور. سُكرة: عظيم.
ليان: خذي هذا. وضعت بعض فتات الخبز في يدي. وقفنا بجوار بعضنا، وأمضينا الوقت نطعم الدجاج ونتحدث حول طريقة تناولها للطعام وكيفية تصرفها، لكنها كانت لطيفة رغم غرابتها.
ليان: انظري، أتى الديك.
سُكرة: يبدو جميلاً وقويًا.
ليان: هو كذلك، لكنه يستعمل قوته في الحصول على ما يريد.
سُكرة: وكيف...؟
قاطعنا صوت الدجاج وهو يعلو. لقد ضرب الديك أحد الصيصان على رأسه ليتراجع من أمامه، ثم بدأ هو بالأكل مسببا له جرحًا كبيرًا
سُكرة، بغضب: بأي حق يفعل هذا؟!
ليان: أخبرتك، هو لا يرحم أحدًا.
سُكرة: افتحي لي الباب لأريه كيف يرحم الأضعف منه.
ليان: سُكرة، لن تضعي عقلك مع ديك!
سُكرة، والدموع في عينيها: لكن، يا ليان، لقد أذى الصغير.
ليان، بحزن: لا تبكي. سنذهب به إلى يزن. سيعالجه. سُكرة: حسنًا، هيا بنا بسرعة قبل أن يموت. فتحت ليان الباب وأخذت الصغير بين يديها. ركضنا إلى يزن، ولم أتمكن من حبس دموعي. فور وصولنا قلت له: "يزن، ساعدنا، لقد ضربه الديك، انظر، هو ينزف، سيموت!" قام يزن وعانقني وهو يمسح على رأسي، بينما نظر إلى ليان ينتظر منها أن تشرح ما قلته، لأنه لم يفهم شيئًا بسبب بكائي.
ليان: تقول أن الديك ضرب هذا الصغير على رأسه، مما أدى إلى نزيفه الكثير من الدم. أمسك يزن بشدة من كتفي وأخذني ليرتفع برأسي لينظر إليّ: "حسنًا، حسنًا، لا داعي للقلق، هذا يحدث دائمًا. سيكون بخير، لا داعي للبكاء.
" سُكرة بحماس: حقًا؟!
يزن: بالطبع، يا أميرة.
مسحت دموعي فورًا وتحولت إلى ضحك. أخذ يزن الصغير وبدأ في تفحصه،
وقال لنا: "اذهبا للعب، وسأتولى الاهتمام به."
فور أن رأينا أدهم،
قفز متجهًا إلينا بقلق: "سُكرة، ماذا هناك؟ من أزعجك؟!"
نظرت إليه والدموع في عينيّ مجددًا، لكنني لم أجب. ليان: كنا نطعم الدجاج، حتى جاء الديك وشق رأس إحدى الصيصان.
أيهم: لم أكن أعلم أنكِ فتاة وحساسة إلى هذه الدرجة، سكر.
سُكرة: أولًا، اسمي هو سُكرة، وليس "سكر"، فأنا فتاة. أما ثانيًا، فلست حساسة. كل الأمر أن شيئًا دخل في عيني!
أيهم ضاحكًا: صحيح، أنا أصدقكِ يا "سكر". سُكرة، متجاهلة لكلام أيهم: "أدهم."
أدهم: نعم، يا سُكرة؟
سُكرة: أنا بخير، لا عليكِ. متى سنلعب؟
أدهم: وقتما تشائين. جاء صوت يزن من المطبخ: "ليان، أدهم، تعاليا!"
أيهم: اذهبا، سنجهز أنا وسُكرة المكان للعب.
أدهم: حسنًا.
أيهم، مخاطبًا سُكرة: "ماذا ستطلبين من أدهم إذا فزتِ؟ رغم أنني لا أعتقد أن هذا سيحدث."
سُكرة، متجاهلة آخر جملة قالها: "لم أفكر بعد. هل لديك اقتراحات؟"
أيهم: "لدي الكثير، استمعي إلى..."
أيهم، بابتسامة ماكرة: "إذا فزتِ، اجعليه يشتري لكِ شيئًا تأكلينه، فأنتِ تحبين الطعام كثيرًا!"
سُكرة، بضحكة خفيفة: "اقتراح جيد، لكني أريد شيئًا أكثر تحديًا!"
أيهم: "ممم... اجعليه يعترف بشيء لا يعرفه أحد عنه!"
سُكرة: "أحب هذه الفكرة!"
بينما كانت سُكرة وأيهم يجهزان المكان، عاد أدهم مع ليان، وكان يزن ينادي الجميع ليأكلوا شيئًا قبل اللعب.
يزن: "لن تلعبوا على معدة فارغة! تعالوا وتناولوا بعض الفطائر."
سُكرة، وقد بدأ الجوع يغلبها: "لا أستطيع رفض عرض كهذا!"
جلس الجميع يأكلون ويتحدثون عن تحدي المباراة، وكان أدهم يجلس بجانب سُكرة ينظر إليها بنظرات غامضة، بينما أيهم يملأ الجو بالمزاح والضحك.
أيهم: "أعتقد أنني سأكون الحكم في هذه المباراة، ويزن يمكنه أن يكون المشجع الرسمي!"
يزن، مبتسمًا: "أنا لا أشجع أحدًا، لكنني متأكد أن سُكرة ستبذل جهدها للفوز."
أدهم، بابتسامة جانبية: "لن أجعل الأمر سهلًا عليها."
سُكرة، بحماس: "ولا أنا!"
بعد أن انتهوا من الطعام، اتجهوا إلى ساحة اللعب، حيث وضعوا علامات لتحديد حدود الملعب المؤقت. وقفت سُكرة في مواجهة أدهم، وتبادلا نظرات التحدي.
أيهم: "حسنًا، القواعد بسيطة! من يسجل أكثر عدد من الأهداف خلال عشر دقائق هو الفائز!"
ليان، متحمسة: "أنا سأكون المعلقة الرياضية!"
بدأت المباراة، وتحرك أدهم بخفة محاولًا مراوغة سُكرة، لكنها كانت سريعة ومتمكنة، مما أثار دهشة الجميع. كانت تحركاتها دقيقة، ولم تكن تخشى الالتحام معه للحصول على الكرة.
أيهم، بدهشة: "واو، لم أكن أتوقع أن تكون بهذه المهارة!"
أدهم، وهو يحاول انتزاع الكرة منها: "ولا أنا!"
استمر اللعب بحماس، وكلما اقترب أحدهما من تسجيل هدف، كان الآخر يتدخل ليمنعه. كانت المباراة محتدمة، وسُكرة لم تتراجع أبدًا، بل كانت تزداد حماسًا مع كل دقيقة تمر.
ليان، وهي تصفق بحماس: "لم يتبقَ سوى دقيقة واحدة!"
في اللحظة الأخيرة، استطاعت سُكرة خطف الكرة من أدهم والانطلاق نحو المرمى، وقبل أن يتمكن من إيقافها، سددت الكرة بقوة لتسكن الشباك الوهمية!
أيهم، وهو يصفّر بإعجاب: "هدف! سُكرة تفوز!"
أدهم، وهو يبتسم رغم خسارته: "لم أتوقع هذا أبداً، لكني أعترف، أنتِ موهوبة."
سُكرة، وهي تلهث من التعب: "شكراً... والآن، عليك تنفيذ وعدك!"
أدهم، وهو ينظر إليها بتحدٍ: "ماذا تريدين؟"
سُكرة، وهي تفكر للحظة، ثم تبتسم بخبث: "أريدك أن تعترف بشيء لا يعرفه أحد عنك."
صمت الجميع، والتفتت الأنظار نحو أدهم الذي رفع حاجبه قليلاً قبل أن يبتسم ابتسامة غامضة ويقول: "حسنًا، سأعترف بشيء... لكن هل أنتِ مستعدة لسماعه؟"
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية في ظلال الحب المفقود) اسم الرواية