رواية خيانة شرعية الفصل السادس 6 - بقلم سارة رجب حلمي
خلص كلامه وكان خارج حتى من غير ما يستنى يسمع جواب منها على اى حاجة قالها، بس اتفاجئ بإيد بتمسكه، حس بخضة وبصيلها وهو عينه مفتوحة جامد، فقالتله بتوسل: خليك، كُل معايا.
بمنتهى الهدوء فك ايده من ايدها وهو بيقولها: عشان تاخدي راحتك.
كانت عارفة انه متوتر لانه اول مرة يشوفها بشعرها واول مرة يدخل عليها وهى في سريرها، وكانت عارفة انه اتفاجئ من رد فعلها زى ما هى كمان متفاجئة من نفسها انها عملت كده!!
قالتله: انا مش هاخد راحتي ولا هاكل الا لو فيه حد معايا، انا اول مرة اكل من اسبوع كان النهاردة في وجود ماما.
كان حاسس بتوتر شديد، وانه حط نفسه في مأزق، بس لانه شخص مسالم ودايما مشاعره الطيبة اللى بتتحكم فيه قعد على السرير ادامها ومد ايده على الاكل وهو ساكت، لدرجة انه نسي ان هو اساسا واكل قبل ما يطلع ومش جعان!!
بدأت تاكل هي كمان، ومع كل لقمة بتحطها في بوئها كانت بتبصله وقلبها بدأ يدق بقوة وجواها صوت ظهر فجأة بيقولها ان علي من حقها!!، علي جوزها…. وانها لو كانت اتجوزت الراجل اللي باباها جابهولها كان زمانها عايشة معاه حياة سوية وده من حقها وربنا محرمهوش عشان تحرمه هي على نفسها ويحرمه علي لمجرد انه يراضي واحدة تانية، واحدة تانية!!، مى…. حست بالاستفزاز من اسمها وشكلها وكل حاجه تخصها، بصت في عين علي حست انها شافتها في عينيه… شافت مى في عينيه!.. الغيرة كانت هتقتلها قلبها جواه نار بتولع وتزيد وتشتد عليها، هتمووووت وجواها شعور انها فعلا دلوقتي هيطلع منها نااااار هيشوفها علي بعينيه اللي مليانة بمى… كانت نفسها تحط صوابعها في عينه تطلع مى منهم وبدل ما تحط صوابعها في عينيه مسكت بيهم المعلقة وهى بتقربها من بوئه عشان تأكله!!.
بص ليها بصدمة وحس انه مش فاهمها ولا فاهم تصرفاتها اللي بتدل على حاجة واضحة لأى حد بس هو بيحاول ميفهمهاش!
فضل باصص ليها ومش بيقرب للمعلقة اللي هي مداها ادامه، افتكر انه بيتحداها وبيحرجها عشان تنزل المعلقة لكن لما فضلت مصممة عرف ان اللى ادامه دى مش أمل اللي يعرفها هو دلوقتي قاعد مع واحدة تانية غير اللي اتعود عليها، لانه كان متعود يقعد مع مرات اخوه، بس اللي قاعد معاها دلوقتي دي بتحاول تفكره انها مراته!
فقالتله بصوت مش متعود عليه من أمل اللي دايما كانت جد معاه: مش عايز تاكل من ايدي؟
لو حلفتله انها متفاجئة من نفسها زي ما هو متفاجئ منها بالظبط مش هيصدقها!
لإنه ميعرفش حاجة عن غيرة الست لما تمتلك حاجة وتعرف ان غيرها عايزه تاخدها منها….
قالها بصوت متوتر ومهزوز وهو بينزل ايدها لحد الطبق وهو رافض انه ياكل من ايدها: انا حاسس انك متغيرة، مالك يا أمل؟، احنا طول عمرنا زى الاخوات وبنتكلم في مشاكلنا مع بعض طول ما هي مش خارج الحدود وينفع نتكلم فيها، احكيلي على اللي جواكي.
شالت الصينية وحاطتها على الكومود اللى جنب السرير وقربت منه وهي بتقول بحزن: بس احنا مش اخوات، وحرام عليك لما تقول كده وتظلمني، وانا مش هسامحك لما تكون ظالمني وطبعا ساعتها ربنا هيغضب عليك.
فتح عينه بصدمة وهو بيقولها: مش ده كان اتفاقنا من الاول؟، مش ده كان اقتراحك اصلا؟، مش انا سيبتك تفكري وده كان ردك عليا؟، ايه اللي اتغير؟!
خرجت الدموع من عينيها من غير ما تحس وقالتله: اللي اتغير اني لاقيت نفسي غيرانة عليك… ايوا انا غيرانة عليك وحاولت اكتر من مرة انى اوقف نفسي وياما حاربتها وحاربت اى احساس من ناحيتك غير احساس الاخوة والكلام اللى قولناه كله، بس مقدرتش وفي الاخر نفسي غلبتني وانتصرت عليا بإنها غيرااااااانه عليك، مش قادرة تتقبل ان وقتك وحبك ولحظاتك الحلوة وابتساماتك وهزارك رايحين لواحدة غيري برغم ان الدين نفسه بيقول انى مراتك دلوقتي، وحتى تفكيرك كللله مشغول بانك توضب المكان اللي هيجمعك بيها، طب انا مراتك… قولي ازاى استحمل؟، انت عندك غيري تفكر فيها وتفرغ معاها طاقة الحب اللى جواك وطاقة الاهتمام والتقدير والعاطفة كلها معاها، بس انا بقى عندي انت ومفيش غيرك ولا ينفع يبقى فيه غيرك انت، وانا لسه جوايا طاقااات من الحب والاهتمام والغيرة والاشتياق وكل ده حسيته ناحيتك…..
بلعت ريقها وبعدها قالت: طب بص انا مش عايزة اكون كده، وحاولت امنع نفسي ومعرفتش، قولي انت امنعها ازاى وانا هعمل كل اللي هتقولي عليه..
وقفت كلام بس فضلت مكملة في شلال الدموع اللى بينهار من عينيها وصوت عياطها كان بيدل اللي مش شايف دموعها على ان هنا فيه ست منهارة بكل معنى الكلمة.
وغصب عنه حس بالتعاطف معاها وصعبت عليه طبطب عليها بإيد وبالايد التانية بيمسح دموعها، ومن غير ما يحس لقى نفسه بيمشي معاها في الطريق اللي كان بيتمنى ميدخلوش ابدا عشان يفضل على عهده مع مى ويفضل مخلص ليها ويفضل مرتاح الضمير من ناحيتها… سقطت اخر ورقة من ورق تسكين الضمير ناحية اكتر انسانة حبها في حياته وعارف انها هي كمان محبتش غيره في حياتها وان لو مى عرفت الحقيقة القاسية دي مش بعيد ابدا تموت لانها معتبرة ان الحياة كلها بتتلخص بين حروف اسمه واسم الحب اللي بينهم..
بعد وقت مش عارف عدا عليه ازاى… خرج برا وقعد على الكنبة وهو مصدوم من نفسه ومفيش اى حاجة بتدور في دماغه غير الصدمة اللى تعتبر مسحت مخه من كل الافكار.
راحتله أمل وقعدت جنبه وفضلت ساكته شوية وهى بتبصله مرة ومرة بتبص للارض، ولما الصمت طال بدأت تتكلم وقالت: مش هتعرف، والله ما هقولها اى حاجه بس متحرمنيش منك ومن وجودك جنبي، حتى لو هتديني نص وقتك او حتى ربع وقتك انا راضية، بس بطل تعاملني اننا اخوات او مرات اخوك، انا مش عايزه غير انك تعاملني زى مى، تكلمني في التليفون تطمن عليا، تخاف عليا حتى لو بالكدب لما اكون تعبانة او فيه حاجه مزعلاني، تخرج معايا لو مرة قصاد ١٠ مرات هتخرج فيهم مع مى، تجيبلي هدية في اى مناسبة هتجيب فيها لمى…. انا بطلب منك كل حاجة بيعملها اللي بيحب مع حبيبته بس عمري ما هطلب منك الحب نفسه، عشان انا مش غبية وعارفة ان الحب مش بالايد ولا بالطلب، انا راضية تكون مع مى حقيقي وتكون معايا انا بتمثل… انا راضية بكده بس متحرمنيش اعيش كام لحظة وانا حاسة فيهم اني ست.
قام وقف وقالها من غير ما يبصلها: تصبحي على خير ورايا شغل بدري، بس بعد الشغل هاجي اتطمن عليكم.
راحت وراه لحد الباب وقالتله: مش هتروح شقتك بعد الشغل؟
قالها: لا الصنايعية خلصوا ولسه مش معايا فلوس حاليا انى اكمل باقي التوضيب.
خلص كلامه ونزل على طول.
قفلت الباب ووقفت للحظة كده تفتكر اللي حصل، حست انها مكسوفة من نفسها ومش عايزه تفتكر اى حاجه عايزة تهرب من نفسها عايزة تفقد الذاكرة من كتر ما هي مش مصدقة ان دى تبقى هي أمل اللي تعرفها واللي علي يعرفها، كانت مكسوفة حتى تفكر هو شايفها ازاى دلوقتي او بيقول عليها ايه وهى رمت نفسها عليه وبتطلب منه خروج وهدايا… او بمعنى اصح فرضت عليه حاجات هو مكانش عايز يديهالها ولا عرضها عليها!
قررت تهرب من نفسها بالنوم اللي دايما بتهرب بيه من كل حاجه مش عايزة تفكر فيها..
أما علي كانت بالنسباله ليلة من اشد ليالي عذابه وألمه النفسي، بدأ يكره نفسه بس مش نفسه اللي خلته عمل كده مع أمل!… لأ هو كره نفسه اللي مخلياه عايش في كل العذاب ده في كل لحظة… نفسه اللي بتدينه في كل خطوة واللي بتخليه يفكر الف مرة في كل تفصيلة ان كانت هتزعل حد منه وان كانت صح ولا فيها شبهة غلط وهيجرح بيها حد، نفسه اللي بتحاربه وكإنها عايزه كل الناس تكون مرتاحة بس بتكره تشوفه هو مرتاح، بقى كاره ضميره اللي عمال يأنبه حتى لو بيعمل حاجات مش حرام اصلا بس لمجرد ان حد هيزعل منها فخلاص يقوم ضده حرب شرسة تسرق منه راحته ونومه وهدوئه وباله الهادي.
فضل لحد الصبح يدور على الفتاوى اللى اتقالت كلها في مواضيع شبه اللي هو فيه ده، وطلع بنتيجة واحدة في الاخر، انه لو كان عمل غير اللي عمله كان هيغضب ربه اللي هو اهم من امل ومن مى…. خد قراره الاخير واللي هيحاول يطبقه بكل قدرته وقوته، انه هيبطل يدور على راحة كل الناس وتكون النتيجة انه يتعب نفسه وانه من النهاردة هيبدأ يدور على راحته واللي يخلي ربه راضي عنه وبس، وهيبدأ يحط كل الحدود والشروط اللي توفرله ده، وبما ان راحته عمرها ما هتكون في ان مى تعرف، فلازم تفضل مش عارفة ومن هنا هيبدأ يحط كل الشروط اللي عنده ويرتب شكل حياته الجاية بين الاتنين!!
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية خيانة شرعية ) اسم الرواية