رواية لحظات منسيه الفصل السادس 6 - بقلم قوت القلوب
الفصل السادس
•• تحطم الحلم ....••
أحلام تشابكت وتضافرت بقوة لترسم عالم وردي خيالي لا تشوبه شائبة ، فكل شيء يسير أفضل مما نتمنى وستصبح الحياة يسيره للغاية بعد اليوم ...
تلك هى الأحلام التى صاغتها سميرة بمخيلاتها منذ الأمس ، بل وصلت أحلامها لما بعد ذلك فقد إستقرت معيشتهم ويُسّر الأمر لأختيها بزواجهن وإدخارها للمال أيضًا ، وكل ذلك فقط بمحض خيال تحلُم به لمجرد حصولها على فرصة العمل بالمعمل ...
بحديث فضولى بدأ أحمد سؤاله لـ عبير عن تلك الموظفة الجديدة التى ستشاركهم منذ اليوم لتجدُها عبير فرصة جيدة لبدأ حديث مع أحمد ربما يغير نظرته نحوها وتجذبه بأى صورة ...
أخبرته أنها زميلة دراستها وصديقتها منذ سنوات طويلة ، كان أحمد مستمعًا جيدًا لحديثهم فحوارهم هذا من القلائل الذى لا يراها به غبية أو ذات ذكاء محدود ، لتشعر عبير بالسعادة فربما يشعر يومًا بما تخبئه بقلبها تجاهه ....
مرت عدة دقائق وسط حديثهم الشيق حين أقبلت سميرة تنظر نحو عبير التى ما أن رأتها وإنتفضت ترحبت بها ....
عبير: جبنا فى سيرة القط !!!! .... أهى يا سيدى الموظفة الجديدة معانا فى المعمل ....
إلتفت إليها أحمد مبتسمًا وما أن رأى سميرة لفتت إنتباهه بشدة فقد أحس بأنها مختلفة عن فتيات كثير يعرفهن وخاصة عبير ....
بإسلوبها الجرئ إمتعضت وجهها دون إكتراث لهذا الغريب بينهم مردفه ...
سميرة: خير على الصبح جايبه فى سيرتى ليه ...؟؟!!
إقتحم أحمد الحديث بينهم قائلا بذات الإبتسامه ...
احمد : بالخير والله يا آنسه ...
بحماس شديد نهضت عبير لتعرفهما على بعضهما البعض ...
عبير : أعرفِك يا ستى ... دة الأستاذ أحمد حلمى مسؤول التقارير هنا فى المكتب ....
لم تستطيع سميرة أن تتمالك ضحكتها فهو يحمل إسم هذا الممثل الشهير ذائع الصيت لتعلو ضحكتها الساحرة المميزة للغاية والتى إنفرجت بها شفتيها عن أسنانها البيضاء لتكسبها جاذبية لا تليق إلا بها فقط ...
ورغم ضحكاتها على إسمه إلا أنه كان سعيد بتلك الساخرة منه ، لتكسب ضحكاتها بنفسه نشوة من نوع خاص ، ليتودد لها بطرافه فقد سَحِرته وجذبت إنتباهه من أول وهله ....
احمد: من غير ضحك عارف حـ تقولى إيه ...!!!! .... أنا إتهريت بسبب موضوع الإسم دة ...
لم يكن إسمه فقط هو سبب ضحكاتها ، بل سخريتها من نفسها أيضًا ، لتكمل بسخرية ضاحكة ...
سميرة : أحمد حلمى ... لا لا لا ... عادى ولا يهمك .... أحب أعرفك بنفسى .. سميرة سعيد ...
إنفجرت ضحكة مقهقه من أحمد لهذه المفارقة الرائعه فليس وحده من يحمل إسمًا يستطيع التنمر عليه ...
احمد: والله صعبتى عليا ... دة طلع الحال من بعضه ....
صدح صوت ضحكاتهم لهذا التعارف الفريد من نوعه بأول يوم عمل لكن ضحكاتهم تلاشت فور سماعهم صوت أمير الغاضب الذى فاجئهم ، فصوت ضحكاتهم الصاخبة التى إستطاع أمير سماعها من غرفة مكتبه جعلته ينتفض بغضب خارجًا من قوقعته لعدم تحمل تلك الرعونه وقلة الحياء فهذا المكتب له سمعته وجديته التى ينبغى على الجميع توقيرها وإحترامها ...
ما زاد من إنفعاله وإشتعال غضبه هو رؤيته إلتفاف موظفيه حول فتاة ما كانت هى سبب كل هذه الضجه و الضحكات المفاجئة ، فتاة متلونة أخرى تسعد بجذب الجميع وإلتفافهم حولها ، لم يشعر بنفسه إلا وقد تعالي صوته الغاضب صارخًا بهم ...
امير: إيه التهريج إللى بيحصل هنا دة .. ؟؟؟!!!!
إبتلعت عبير ريقها بصعوبة و تمنى أحمد لو أن الأرض تنشق وتبلعه بتلك اللحظة فهو يدرك توابع ما سيحدث الآن ....
تلعثمت عبير بحروف كلماتها التى خرجت من شفاهها بصعوبة بالغة ...
عبير: ااا ... أصل ... آسفين والله ....
إنتفضت سميرة من صوت أمير الغاضب الذى كاد يوقع قلبها من الفزع فقد تفاجئت بهذا الغضب والصراخ خاصة عندما تحولت عيناه الغاضبتان نحوها يوجه حديثه الهادر نحوها ....
امير: إنتى مين .... ؟؟!!! وبتعملى إيه هنا ....؟؟
سميرة بإرتباك : اا .... انااا ...
امير بحدة : إنتى إيه ...إنطقى !!
زاغت عيناها بتوتر خاصة وهى لا تدرك من هو هذا الشخص الذى يخشاه الجميع ...
سميرة: أنا الموظفة الجديدة حضرتك ....
تطلع بها أمير بإندهاش ثم أدار بصره نحو أشرف بغضب ودون فهم ماذا تقصد بحديثها هذا ...
امير: بتقول إيه دى ...؟!!! موظفة إيه ....؟!!!
اشرف موضحا : النهاردة أول يوم ليها هنا ...
إتسعت عينا أمير بصدمة لتوظيف فتاة مثل هذه هنا بالمعمل وهو بالكاد يتحمل عبير كونها أنثى ، فتاة أخرى تقتحم حياته وعمله ، فتاة گ هؤلاء اللاتى يقلبن الموازين ويفسدون الحياة بوجودهم بها ...
تهدج صدره بإنفعال وهو يُعقب بحدة وقسوة بالغة على كلمة أول يوم لها بالعمل قائلا ...
امير: وآخر يوم !! ... الأشكال دى ملهاش شغل عندى ... يلا إتفضلى مع السلامه ....
كان وقع الكلمات على مسامع سميرة أقوى بكثير من مجرد حروف وكلمات عابرة فقد شعرت بضياع كل آمالها وأحلامها التى ترسمها منذ الأمس ...
ضاعت فرحتها بالعمل الذى بالكاد تحصلت عليه ، تملكها حزن قوى لم تشعر بمثله من قبل فهى بالفعل تحتاج لهذا العمل وقد وجدت هذه الفرصة بصعوبة بالغة ...
كيف ستجد فرصة مثلها ؟ كيف ستخبر هيام ؟ كيف ستخبر والديها الذين تعلقوا أخيرًا بأمل جديد ؟!!!!!!!
يجب أن تحارب من أجل هذه الفرصة ، لكن قبل تفوهها بكلمة واحدة إختفى أمير فجأة من أمامها مثلما ظهر فجأة عائدًا بإنفعال نحو مكتبه صافقًا الباب من خلفه بقوة ...
لم تجد سميرة أمامها إلا الأستاذ أشرف الذى وقف يشاهد ما حدث بضيق ....
فعلى الرغم من خطئهم إلا أن رد فعل أمير كان غير ملائم بالمرة وفيه من المبالغة الكثير بما لا يتناسب مع ما حدث ...
سميرة: أنا أسفه فعلا يا أستاذ أشرف ... بس أنا حقيقى محتاجه الوظيفة هنا ... أنا عارفه إنى لسه حتى ممضتش العقد ... لكن ...!!!!
قاطعها أشرف بتجهم ..
اشرف: أقعدى هنا ... أنا راجع لك تانى ....
لم يشأ أشرف أن يقبل إعتذارها أو لا إلا بعد الرجوع لـ أمير أولا ليدلف نحو مكتبه بينما جلست سميرة بتحسر فهى وضعت بين أمرين إما أن تنتظر وسط كَسرةِ نفسها وطردها فى أول يوم لها وهى غير معتادة على هذا الشعور ...
وإما أن ترحل مُلملمة البقيه الباقية من كرامتها بدلا من الإستجداء للبقاء ...
لكن ظروفها تُحتم عليها الإنتظار حتى لو كَرِهت ذلك ....
====
مكتب أمير ...
أخذ أمير يتحرك بعشوائية منفسًا عن غضبه حين دلف أشرف لاحقًا به ينهره بضيق ، وهذا طبع أشرف لا يُجمّل الأمور بل واضح تمامًا بردود أفعاله كمرآه حقيقية لصديقه الوحيد ...
أ
شرف:جرى إيه يا أمير ؟!!!! ... إللى حصل ميستاهلش كل دة ..!!!!
توقف أمير عن حركته وهو يوسع من كفيه بإنفعال مشيرًا تجاه باب المكتب يقصد به من بخارجه ليردف بأنفاس عاليه ...
امير: ميستاهلش ...!!! ... إنت مش شايف لمَّاهم حواليها إزاى وقاعدة تضحك وتتمرقع فى وسطهم !!!!!! ... دى أشكال تشتغل هنا ؟؟!!!!!! .. وبعدين قولى ... إشتغلت إمتى دى ...؟؟
أجابه أشرف بتحكم وببعض من الهدوء حتى يجبر أمير على الهدوء والتروى ....
اشرف: أنا إخترت أكفأ واحدة إتقدمت ومضيت معاها العقد ...
امير بإستهزاء : ليه يعنى مفيش ولا راجل كويس ؟؟!!! ... ودى بقى هى إللى كويسه ...؟؟!!
اشرف: أيوة ... ولا أنت شاكِك فى إختيارى ..؟!!
إستطاع أشرف بحنكتة الوصول لمبتغاه لتزيغ عينا أمير بإرتباك فهو لا يقصد ذلك مطلقًا لتبدأ نبرته المنفعله بالإنخفاض ...
امير : لأ .... طبعًا واثق فيك وفى إختيارك .. بس ليه بنت ...؟؟؟!؟
اشرف: قول كدة بقى ... المشكله إنها واحدة ... مش واحد ...
بملامح منقبضه وتأثر بالغ أجابه أمير ...
امير: إنت عارف إن مبيجيش من وراهم خير أبدًا ...
اشرف: مش كل الناس زى بعضها وبعدين هى جايه للشغل وبس ... ووجودها أساسه كفاءتها ...
إبتلع أمير ريقه بإضطراب وهو يتذكر هيئة سميرة وملامحها الناعمة وشعرها الأسود الذى أخذ يتطاير مع ضحكاتها وحركة رأسها الملفتة ليردف بإضطراب ...
امير: أيوة بس أديك شايف عامله إزاى ..!!! واحدة زى دى تعتبر برضه ....ااا ... صغيرة و ... حلوة ...!!!!! وإحنا مش ناقصين مشاكل مع الموظفين أو العملاء بتصرفات مش محسوبه ...
اشرف بمكر: عمومًا هى لسه مبدأتش ... ومع الوقت حـ يبان ولو صدر منها أى تصرف أنا بنفسى إللى حـ أمشيها ... إتفقنا ...
رغم رفضه لوجود أنثى أخرى بالمكتب وشعوره بالضيق للتعامل معهن جميعًا إضطر للقبول بعد حديث أشرف العملى والعقلانى للغاية ليردف بضيق محذرًا إياه ...
امير : ماشى يا أشرف ... بس البنت دى متتعاملش معايا نهاااااائي فاهم ...؟!!!!
اشرف: فاهم يا سيدى ...حـ أخلى عبير أو أحمد هم إللى يتعاملوا معاك ... كويس كدة ...
امير :طيب ...
عاد أشرف إلى مكتب الإستقبال ليطلب من سميرة اللحاق به بداخل المعمل ....
اشرف: أستاذة سميرة ... إتفضلى معايا ...
نهضت سميرة تحبس دموعها التى تحاول الإنفلات منها لكنها حتى الآن قادرة أن تتحكم فيها فهى ليست بضعيفه لتبكى أمامهم جميعًا لكنها تأثرت للغاية مما حدث وخاصة أنها مرغمة على البقاء والإنتظار ....
اشرف: أنا عارف أن دة أول يوم ليكى ولسه متعرفيش طبيعة الشغل ولا الناس هنا عشان كدة حـ أديكى فرصة تانية ... لكن أى غلطة تانية .. حـ تتحاسبى عليها ...
سميرة بإستفهام: قصد حضرتك إنى حـ أكمل شغل هنا ...؟!!!
اشرف: أيوة ... حـ تمضى العقد دلوقتِ ...
تساؤلات عدة لاحت برأسها خاصة هذا الشخص الذى لا تدرى من هو بعد لتشير بإصبعها الإبهام نحو الخلف ...
سميرة: طب والأستاذ اا ...
بتوضيح من هذا الشخص وما مكانته بالمعمل عقب أشرف ...
اشرف: قصدك باشمهندس أمير صاحب المعمل ....!! أنا كلمته خلاص .. بس يا ريت تتجنبيه اليومين دول عشان هو مبيحبش الغلط ..
بسرعه تبدلت ملامحها المقتضبة لأخرى مازحه ولاح بريق لامع بعيناها الواسعتان قائله ...
سميرة : ولا حـ أوريه وشى حتى ...
إبتسم أشرف لطرافتها وهو يقدم لها الأوراق الخاصة بعقد العمل لتقرأها قبل توقيعها لتبدأ عملها بالمعمل بداية من اليوم ..
سعد كلا من عبير وأحمد بمرور هذا الموقف الغريب اليوم وبمشاركة سميرة العمل معهم بالمعمل ...
====
هيام ..
إنتهت إجازة نورا لتمر هيام ببيت نورا كما إقتضت العادة لتذهبا إلى المدرسة ، أخذت نورا تسرد كل ما حدث بهذان اليومان بالتفصيل لـ هيام والتى عقبت بإقتضاب من تشبث نورا بتفكيرها الغير متزن ...
هيام: غلطانه يا نورا ... سافرى معاه .. ولا عايزاه يزهق ويدور على غيرك !!!!! ... هو عايزك تونسيه فى السفر .. تقومى تسيبيه كدة !!!! .... ومن غير سبب مقنع كمان ...
نورا: مش عارفه بتخنق فعلا بره مصر ... مش بحب أبعد عن بلدى وأهلى ...
هيام: إللى يشوف كدة يقول طلعتى بره مصر قبل كدة ... وبعدين ما هو حـ يبقى أهلك بقى ...
نورا: مش عارفه ... أدينى لسه بفكر ...
هيام: فكرى بس بعقل ... بلاش التسرع إللى إنتى فيه دة ...
نورا : حاضر ....
=====
بيت ياسر ....
قبل إستعداده للخروج مر ياسر بوالدته قائلا ...
ياسر: متعمليش حسابى فى الغدا النهاردة يا ماما حـ أتغدى مع نورا برة ...
ام ياسر: من أولها كدة برة ...
ياسر: عادى يا ماما مش خطيبتى وبقالى كتير مشفتهاش ...
ام ياسر : ماشى .. بس متتأخرش ..
ياسر:حاضر يا ماما ..
خرج ياسر لشراء بعض اللوازم التى يحتاجها قبل مروره بـ نورا وقضاء بعض الوقت معها ...
فى إحدى غرف البيت جلست واضحه فوق الفراش إلى جوار إبنتها حسناء يتهامسان بصوت خفيض للغاية لتصك حسناء أسنانها بغيظ ....
حسناء: مش طايجاها (طايقاها) يامه ...
أوسعت واضحه من عيناها المحددتان بالكحل الأسود تحذرها من الحديث خشيه أن يسمعهما أحد ...
واضحه: بس يا بت .. لا حد يسمع ..!!!؟
حسناء: مش عارفه إيه إللى عاچبه فيها ..؟؟!؟
واضحه:إصبرى وإعجلى(أعقلى) أمال .. باجى(باقى) شويه بس على المراد ...
حلقت حسناء عيناها نحو الأعلى وهى تردف بضيق شديد ...
حسناء: واللهى( والله) زهجت وأنى شايفاهم كيدة وكمان لما جولتى(قولتى) لهم إنى مخطوبه ..
واضحه: أمال حيرچعوا يطمنوا لنا إزاى يا فالحه ..
تعلقت عينا حسناء بباب الغرفه تطمئن أولا قبل أن تتسائل بهمس ...
حسناء:وحـ نحط لـ ياسر الحچاب بتاع الشيخ كرامه إمتى ..؟!!!
واضحه: لما نچيب جطرها(قطرها) هى كمان عشان العمل إللى حـ نشربه لها ..
حسناء بخبث: إيوة وساعتها يتخانجوا (يتخانقوا) ويسيبوا بعض وأتچوزة أنى ...
واضحه: وتبجى باضت لك فى الجفص يا بت ..
حسناء : يا ريييت ...
=====
المدرسه ....
بعد انتهاء اليوم الدراسي إنتظرت نورا إنتهاء هيام من حصتها متأخرة كالعادة ...
وضعت هيام دفاتر التلاميذ المراد تصحيحها بغرفه المعلمين ثم حملت حقيبتها ذاهبه نحو نورا التى تنتظرها منذ بضع دقائق ...
نورا: أخيرًا يا هيام .. خلى الذمة الزيادة بتاعتك دى فى الحصص التانية بلاش فى الحصة الأخيرة الله يخليكى .. تعبت كل يوم ...
هيام: مكنوش خمس دقايق إلى إتأخرتهم عليكى دول ...!!!!
نورا:طب يلا إتفضلى معايا ياسر عازمنا على الغدا ..
قضبت هيام عيناها بعدم فهم ...
هيام :عازمك إنتِ ... حـ يعزمنى أنا ليه ؟!!!!
نورا: ما هو مش معقول متعرفوش بعض لحد دلوقتِ ... أقله يعرف مين هيام إللى مببطلش كلام عنها دى ....
ببسمه هادئه ورزانه بالحديث أجابتها مشترطه أولا ...
هيام: حاضر حـ آجى معاكى وأسلم عليه بس مش حـ أتغدى ورايا دروس متأخرة والله .. ماشى ...
نورا: وهو أنا حـ أغلبك .... ماشى يا ستى ... يلا بينا بقى ... الراجل مستنى .....
خرجتا من المدرسه ليجدا ياسر ينتظرهما أمام البوابة الرئيسية جالسًا داخل سيارة أخيه عبد الله التى إقترضها منه لهذا اليوم ...
نورا: ياسر ... ياسر ...
إنتبه ياسر لـ نورا ومعها صديقتها التى عرفها بالطبع على الفور فقد إستطاعت نورا وصفها بشكل دقيق للغاية ....
ترجل ياسر من السياره مرحبا بـ نورا وصديقتها ....
ياسر: أهلا أهلا ... إزيك يا نورا ... إزيك يا هيام ...
هيام بجديه : الحمد لله ... حمد الله على السلامه يا أستاذ ياسر ....
ياسر: مبلاش الرسميات دى ... دى نورا بتعتبرك أختها فعلا ... يعنى أختى أنا كمان ....
هيام : طبعا أكيد ... عمومًا بسيطه ...
ياسر: إتفضلوا إركبوا ...
تحركوا لأحد المطاعم الفاخرة بصحبة ياسر لتجلس معهم هيام لبعض الوقت تلتفت لعقارب الساعة من وقت لآخر حتى لا تتأخر على عملها الإضافى ...
جلسوا حول المنضدة ليسألهم ياسر ..
ياسر: تحبوا تأكلوا إيه بقى ..؟؟
هيام: أنا مش حـ أقدر والله عندى دروس ومش حـ ينفع أتأخر خالص ..
ياسر : إزاى دة ... ما تشوفى صاحبتك يا نورا ... ولا إنتى بخيله ولا إيه ...؟؟!
هيام : أبدًا والله .. وبعدين مش من أولها حـ أبقى عزول عليكم كدة .. أنا حـ أقعد معاكم شويه و أتكل أنا على الله وبراحتكم إنتوا بقى ...
تفهم ياسر إصرار هيام فـ نورا بثرثارتها المعهودة أخبرته عن ظروفها بالكامل ، كما أنه يود البقاء مع زوجته بمفردهما ...
ياسر: إللى تحبيه ... أنا والله من كلام نورا عنك حبيت فعلا أتعرف عليكى ...
هيام: معلش بقى ظروف عَمَلية ماما وقت خطوبتكم خلتنى معرفتش أسيبها فى المستشفى خالص ...
تدخلت نورا بتوضيحها للأمر لـ ياسر ...
نورا: أصل مامة هيام كانت عامله عملية الزايدة ومعرفتش تحضر الخطوبه خالص ...
ياسر: لا ألف سلامه عليها ...
لقاء ياسر بـ هيام كان لقاء حتمى بالنسبه إليه فهو أراد أن يتعرف بهذه الفتاة التى تقضى معها نورا أغلب وقتها وتتأثر بها بهذه الصورة ليطمئن على نورا .. فهى عفويه بصورة مَرَضيه ولديها إستعداد تام لإقحام نفسها فى العديد من المشكلات بسبب ذلك ...
بعد مرور بعض الوقت إستأذنت منهم هيام لتأخرها على موعد الدرس وأيضًا لتترك لهم مساحتهم الخاصه التى لم يستطيعوا الحصول عليها منذ وصول ياسر ....
ياسر: شكلها بنت كويسه أوى يا نورا ...
نورا:مش قلتلك ... دى قمررر ....
ياسر: بس سيبك إنتى ... إنتى إللى قمر وكل يوم بتحلوى عن الأول ...
نورا: يا سلام ... يعنى عينك ما زاغتش كدة ولا كدة فى لندن ...
ياسر: هو أنا شايف غيرك قدامى .... إنتى وكرم ...
أنهى ياسر عبارته ممازحا ...
نورا: يا دى كرم إللى ناطط لى فى كل حاجة ... إلا صحيح هو مش حـ يجى الفرح ...؟؟؟
ياسر: لا ... حـ يجى إن شاء الله .. أنا مأكد عليه ...
أردفت نورت بتلقائية ...
نورا: كويس ... عشان أشوفه هو كمان ...
بغيره واضحه إقتضبت ملامح ياسر قائلا ...
ياسر: إشمعنى بقى ...؟!؟
نورا:.. إنت حـ تغير ولا إيه ... هو بس فضول أعرف شكله إيه إللى بتتكلم عنه على طول دة ....
طال الحديث بين ياسر ونورا لكنهما لم يشعرا بمرور الوقت حتى حان موعد عودتهم للمنزل ....
====
سميرة....
أنهت يوم عملها فى صمت فهى لا تريد إحداث أية مشكلة بعدما حدثت مشكلة الصباح لتحافظ قدر الإمكان على مكانها فى العمل .....
حل المساء بمرور الوقت روتينيا وعودتهم جميعا إلى منازلهم لينتهى اليوم ويحل آخر جديد فى دائرة الحياه .....
ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انتهى الفصل السادس ،،،
قراءه ممتعه ،،،
رشا روميه ،،،
•تابع الفصل التالي "رواية لحظات منسيه" اضغط على اسم الرواية