رواية ملح بطعم السكر الفصل التاسع 9 - بقلم سلمي سمير
اعتادت ورد علي حياتها في الصعيد بكل سلبياتها ورفضها لعاداتهم التي لم تتربي عليها و كل ذلك في سبيل القلب الكبير الذي احتواها، ووعوضها حرمانها من ابيها وكان لها مصدر الامان والراحه والحنان زوجها الحنون رياض كبير العائلة...
صارت اعباء البيت كثيرة علي ورد بعد عودة سناء لزوجها، لتكون كل الاعمال الذي كانت تقوم بها سناء عليها وحدها الي ان جاء اليوم الذي كانت تقوم فيه بطحن الدقيق فاخذت ما تستطيع حمله ذهبت الي المطحن وفي العودة كان الحمل ثقيل لكنها،تحملت كل ذلك لتثبت لرياض انها صارت واحده منهم وتستطيع ان تفعل ما يفعلون واكثر و تكتسب ثقته الغالية
عادت الي البيت وقد اخذ منها الارهاق مأخذة لتطرق الباب عدة طرقات واهنه، انتظرت قليلا وانفتح الباب لتري امامها شاب متمدين وشيك ذكرها باصدقائها بالكلية، وما اربكها نظراته اليها التي توضح شدة اعجابه بها،
لا تعلم كيف له ان يعجب بها وهي بمظهرها الرث المغبر بالدقيق ام من جمال عيونها التي حملقت به بدهشه فظهر جمالهم كما كان يقول لها زميلاتها عيونك تسحر ،ام من قوامها الرشيق الذي يميزها عن بنات العيلة،
لتصدم حين قال له بصوت مبهور "
انتى ورد؟
زاد ارتباكها وتوترها من هذا الشاب ليخطر في بالها،
هل هذا هو اخوهم جاد الشاب الذي يدرس في الخارج،؟؟ لكنه غير رياض في كل شئ ملامحه الواثقه نظراته بها جراءة وليس الطيبه التي يتسم بها زوجها وكانت سبب في ان تقع صريعة هواه ،رغم حدة ملامحه و شدته وسيطرته ورجاحة عقله التي جعلت منه كبيرهم وهو اصغر من عمه ،...
تنزل ما تحمل فوق راسها، ويا ليتها لم تفعل ، نزلت طرف عباءتها تحت اقدامها ،دون ان تشعر وحين استقامت ، شدت عباءتها لتقع علي جاد الذي لحقها بان احتضنها ليمنعها من السقوط ، وكانت بالنسبة لها فاجعه حين وقعت عيناها علي رياض الذي كان وراءها ورأت ثورة غضبه تتجسد في ملامحه التي تحولت الي كتله من اللهب وصوته يزجرها بغل"
ورد!
كان اسمها الذي نطقه بطريقة وعيد،وتهديد انذار بعقاب قادم سيطالها لا محالة لأحتضان هذا الغربب لها
لقد لمسها وهو لم يطق ان يلمسها حزام خصرها، كيف سيكون عقابها الان هل سيحبسها او سيضربها ام يقيدها ام وام وام !!
الف سؤال سؤال صدح في راسها بعد ان شعرت بقوة غضبه وحقده وغله منه لتتمني الموت قبل ان يفعل ما يجعله تكره او تخاف منه فتفقد الامان الذي شعرته معه
تدفع نفسها من حضن ذلك الغريب وتنظر الي رياض برعب
وجسدها يرتجف بشده،وهو يقترب ويقترب ويطلق نظراته اليها التي كانت كأنها سهام من نار
لتشعر بان الارض تهتز من تحتها وتفقد السيطرة علي جسدها المرتجف وتقول بصوت وهن مهزوز"
رياض انا.........
لتميد بها الارض وتنهار مغشيآ عليها،لم تتحمل اعصابها نظراته وخوفها من ما ستتلقاه منه جعلها تستسلم الي غياهب الظلام
______________
صدم جاد من انهيارها ولم يستطيع ان يلحقها قبل ان تقع لينحني عليها يحملها ،وقبل ان ينزل يده تحتها ليسمع صوت رياض يصيح بغضب قائلا "
بعد عنها يا جاد هملها
استغرب جاد امر اخيه ورفضه حمله لها ، فالقي بامره جانب وصمم علي حملها لينهره رياض وهو يجثو بجوارها ويستر جسدها ويلتقطها ويحملها قائلا بحدة "
هو انا مش جولتلك هملها ، من ميتي بتكسر حديتي يا جاد!!
ثار جاد معنفا اخية واجابة بنفس الحدة "
البنت اغمي عليها، عايزني اقف اتفرج عليها ولا اية انا مش فاهمك،ثم مين ادالك الحق تبقي وصي عليها زي ما هي بنت عمك هي بنت عمي انا كمان مش عيب اني احملها ولا هو تحكم وخلاص، اسف يارياض غضبك مش مفهوم وملهوش لزمه!!
ضغط رياض علي اسنانه بغيظ وغضب وتركه ودخل الي غرفته ليلحقه جاد قائلا بعصبية"
انا بكلمك يا رياض ترد عليا ثم انت بتدخلها اوضتك لية
انت....
تقاطعه امه معنفآ بسبب حدة جاد علي اخية لتقول"
اخرص يا جاد، خوك له حج في اللي عمله ومكنش يصح تاخدها بحضنك لما كانت هتجع لكن خلاص اللي حوصل حوصل، واخر مره اسمع صوتك يعلي علي خوك
تعجب جاد من دفاع امه عن رياض اردف بتهكم"
مفيش فايدة كل اللي بيقوله وبيعمله رياض صح، يا ماما رياض اللي بيعمله ده غلط مش كل فرد في العيله بيفرض عليه الحماية كانه ملكية خاصه له، ومينفعش يدخل ورد اوضته ، هي ملهاش اوضه خاصه بيها ولا اية؟!!
لبنظر الي خالته حفيظة بحيرة قائلا"
انتي موافقه علي اللي عمله رياض ده يا عمتي ؟
ابتسمت حفيظة لتقول بهدوء"
حجه يا ولدى، ورد مرته ومحدش له حج عليها غيره
حدق جاد في خالته بشدة ونقل بصره الي امه وسالها"
هو رياض اتجوزها ، وامتي وليه؟ لما اتصل بيا من اسبوع وبلغني انزل لانك زعلانه مني مقاليش انه اتجوز!!
تنهدت عديلة بنفاذ صبر وقلة حيلة"
اتجوز من ٣ شهور ومريدش حد يعرف، مفيش حد خابر بجوازه غير دار عمك الشيخ ياسين واحنا
تملكت الدهشة من جاد وتعجب موقف اخيه ليقول بضيق"
طيب ليه مش عايز حد يعرف علشان صغيره عليه!
نهرت امه بغضب وعصبية"
واه بتجول ايه يا جاد ، من ميتي البت بتغلي علي راجل مهما كانت صغيرة، بس خوك هو اللي رايد بيعلمها اصولنا لول
يتأفف جاد بعصبية شاعرا بالخنقة لان ورد زوجة أخيه الكبير وكبيرهم ليقول بضيق واضح"
امره غريب بس محدش ليه بيتكلم او يعقب علي افعاله،
الف مبروك له والحمد لله انه اتخلص من سيطرة شبح خديجة عليه وهيعيش حياته
اشارت امه له بعصبية ليصمت والا يخوض في سيرة خديجة لتحذرة قائلة"
اكتم خالص متجيبش سيرة خديجة،مين جال ان خوك نسيها او اتخلص من سلطانها عليه،
هو اتجوز ورد في ظروف اكده ، ولما تروج هبجي احكيلك عنيها اطلع انت ارتاح هبابه علي ما نجهز الوكل ونشوف جري اية لورد همي يا حفيظة روحي اندري بتك، وانا هعملها حاجه دافية واحصلك
يمتعض جاد من كل ما حدث ويحمل حقيبته ويطلع قائلا"
انا هرتاح شوية ولما تطمنو عليها ابقو طمنوني ولما يخرج رياض انا هتعذر منه رغم اني واثق بانه هيعاقبني
ويصعد الي غرفته التي دخلها والقي نفسه علي الفراش ، وحدث نفسه بحزن قائلا"
بقي ورده زي دى تندفن في التراب مع راجل اكبر منها بعمرها تقريبا وكل ده بسبب العادات والتقاليد والله حرام
ليغمض عيناه مستسلملا ، ليسرح في ملامح وجهها الرقيقه وعيناها الواسعتان العسليتان التي سحرته وشغلت باله واثارة حواسه
_____________
تستفيق ورد شاعرة بخمول شديد وجسد مُهلك، لتنظر فيما حولها لتري امها بجوارها وبيدها قطعه من القماش تتهيأ لتضعها علي رأسها لتسألها ورد"
ماما هو في ايه هو انا محمومه ولا اية؟
ابتسمت حفيظة في وجهها والقت ما بيدها لتحتضنها بقوة"
حمدلله بالسلامه يا جلب اماتيك ، ٣ ايام وانتي محمومه كل كام ساعه تفتحي عينيك تنادي علي رياض وتعاودي تاني للنوم
انا هجول لرياض انك فوجتي ،هيفرح جوي ،اصله كان جلجان عليكي جوي وطول الليل بيسهر جارك يعملك هو الكمادات
تخرج حفيظة ليدلف رياض وعلي وجهه ارتسمت ابتسامه حنونه ، واختفت فجاءة كما ظهرت دنا منها ووضعه يده علي جبينها يتحسسها ويقول بضجر"
زين الحمد لله الحمه راحت، خلعتي جلب الكل عليكي يا ورد
نظرت اليه ورد باشتياق وهمت بالاعتدال ليعيدها مكانها قائلا بنفاذ صبر وضيق "
راحه فين ارتاحي، اماتيك هتجبلك الوكل وانتي مطرحك
اصرت ان تنهض من تمددها طالبة مساعدته ، دنا منها ورفعها من خصرها، وجعل الوسادة من خلفها لتقع عيناه علي عينه التي اشتاقت النظر اليهم كما اشتاقت الي احضانه التي تحيط جسدها طوال الليل، اجلسها وبعد عنها لتمسك يده سائلة"
رياض انت زعلان مني؟ والله غصب عني اتكعبل......
أشار بيده اليها لتصمت ناظراً بغيظ وغضب مكتوم"
خلصنا يا ورد، لولا مرضك كان ليا حديت تاني معاكى،بس بيكفي اللي حوصل ، وبسببك خوي خرج من الدار غضبان
ونزل عند عمي يومين ورجعته عشيه
شعرت ورد بجفاف حلقها، خائفة من عقابه لها،بعد أن تاكدت من تعنيفه لاخيه علي شئ ليس بيده كيف سيكون وضعها هل يصدقها انها لم تقصد ما حدث ام يعاقبها لانها سمحت لاخيه بلمسها دون ان تشعر نزلت دمعتها علي يده التي تمسكها ، يرفع رياض عيناه اليها ،ليري دموعها يضغط علي اسنانه بغيظ ويجذب يده منها ويقول لها بعصبية"
وبعدهالك يا ورد، ما صدجنا اتحسنتي وهتجومي من فرشتك
بتبكي ليه وضايجي نفسك، رايدة تمرضي تاني ولا اية!!
مد يده يكفكف دموعها لتجذبها الي فمها الدافئ وتلثمها بقوة
وتترجاه بقوة "
ورحمة عمك حقك عليا انا غلطانه ، مكنش ينفع يحصل اللي حصل بس انا كنت تعبانه من شيلة الطحين ولما نزلته العباية لانها طويله نزلت تحت رجلي محستش بنفسي غير وا....
يثور صائحآ"
اكتمي يا ورد متفكرنيش، انتي كنتي في حضن خوي ،خابره يعني ايه حضن خوي!! الموت اهون عليا من اني اندر مرتي بحضن ابن بوي ، اكتمي وجفلي الحديت ده نهائي
يهم بالخروج لتنهض وراءه قبل ان يخرج لكن اعصابها خانتها ووقعت أرضا بسبب خمولها ثلاث ايام ،يقترب منها رياض وعيناه تغيم بالغضب المكتوم وشئ اخر لم تفمهمه ليحملها ويجلسها كما كانت ويصيح فيها"
عنيدة ومتمردة ورجعتي عاصية ،ايه يا ورد هو ده وعدك لي تطعيني وكلمتي سيف علي رجبتك
تعلقت به ورد بقوة لا تريد تركه لتشعر بانفاسه الحارة قرب صفحة وجهها ، تتمني أن تتلمس حنانه ويضمها الي صدره لتشعر بالامان الذي كادت ان تفقده لولا مرضها لغلطه غير مقصودة لتهتف قرب اذنه باعياء"
حاضر هسكت وهعمل كل حاجه انت عايزة بس وحياة ولادك بلاش انا لاني مليش معزة عندك، متسبنيش انا محتجالك يا رياض ، لو بعدت عني هموت
اوعدك هعمل كل حاجه وشغل الدار كله هكون قده وقدود هخليك فخور بيا وهخليك انت بنفسك تقول اني استحق اكون مراتك ،مرت الكبير رياض الاسناوى
يبعد يدها عن رقبته، ويعدل من هندامه ناظر اليها بهدوء"
خلاص يا ورد مفيش شغل ليكي بالدار، اماي اللي اصرت تمشي اللي يخدموها لما رجعت سناء، علشان محدش يعيب فيها لانها غضبانه وجوزها اتجوز عليها،لكن بعد مرضك انا رجعتهم ، وهما هيشيلو شغل الدار كل اللي عليكي الوكل وبس ، لاني مش باكل غير من يد مرتي ، متعودتش اكل من يد غريبة فاهمه
شلبية وباتعه هينفذو اوامرك انتي واماي ، لا في وبور طحين تاني ولا خبيز ولا حلب جاموسة خلصنا
يلا ارتاحي لحد ما امايتك تجهزلك الوكل وتتجوتي انتي لساتك تعبانه ومحتاجه ترتاح لحد ما تجدري تجومي بالسلامه
نظرت اليه بعيون دامعه وقالت بحزن عميق يقتلها من الداخل"
يعني لولا انك مش بتحب تاكل من يد الاغراب مكنش هيبقي ليا لزمه في دارك، انت حتي مش بتعاملني كزوجه ليك
لتساله فجاة باندفاع"
ممكن اعرف انا مراتك ولا كنت غلطه علشان تأدبني علي تمردي وتصميمي من واحد مايليقش بيا
ابتسم بتهكم واجابها بهدوء قائلا"
مرتي يا ورد وبرضايا ، لكنك متناسبنيش واللي في دماغك عن الجواز كلاته غلط،الزواج مشاركة وتكافؤ ، مش علاجه واحد وواحده ويوم لما احسن انك شريكتي وبينا تكافئ يومها بس هتكون فرشتك متاعي وحجوجي فيكي هنالها برضاكي
ارتاحي يا ورد وبطلي حديت ماسخ ملهوش عازه ولا لزمه
يخرج ويتركها لحيرتها، للتسال مع نفسها
متي ستصبح شريكته حتي يكون لها الزوج والحبيب الذي لن تشبع من حبه وحنانه بين احضانه؟؟
________________
تحسنت حاله ورد واصبحت تنهض من الفراش ، لتطلب منها امها ان تخرج لتجلس معهم
ارتدت ورد عباءتها وعليها طرحتها وخرجت اليهم كانوا مجتمعين علي السفرة للعشاء
يشير لها رياض لتجلس معهم لتبتسم له بحب لتخبرهم بانها سبقتهم وتشهد امها علي ذلك
لتتقابل عيناه بعين جاد الغاضب لا تعلم لماذا لتقول له مرحبا"
حمدلله بالسلامه يا استاذ جاد نورت الصعيد كلها
ابتسم لها بمودة واجابها"
الصعيد نور باللي حضرو فيه وشرفوه بوجودهم
نهض رياض من علي السفرة ليدخل غرفته فنادته ورد"
رياض رايح فين هو انت مش هتكمل عشا؟
طالعها رياض بابتسامه حانية يشوبها الغموض"
لاه مش هجدر اكمل العشا
تنهض لتقف امامه واخيه يترقبهم يتسأل في نفسه هل هي تعيش معه برضاها ام هي مجبوره واستسلمت لقدرها معه؟
لتبتسم ورد لرياض بصعوبة وتمسد يده"
انت قومت علشان انا خرجت خلاص مش طايق تقعد في حته انا فيها !! هو ده عقابك يا رياض تحرمني منك
ملس علي خدها ووقبل رأسها "
لاه يا ورد مفيش عجاب ولا حاجه، بس انا رايح حلجة ذكر مع عمي الشيخ ياسين ولو كلت كتير بتعب واسالي اماي انا جايل ليها اني هاكل خفيف من جبل ما تطلعي
مش صغير انا علشان اتعامل معاكي كي الاطفال، اجعدى معاهم وفرقشي ومتحمليش علي حالك لو تعبتي ادخلي ارتاحي لحد ما اعاود
لتساله برجاء"
هتتاخر ؟
يهز راسه نافيا واجاب"
والله معرفش يا ورد لكن مينفعش اعاود جبل عمي يلا ههملك انا دلوج لاجل متاخرش عليه
لينظر الي اخية المراقب لهم ليساله"
هتجي معايا يا جاد ولا ملكش كيف؟
يؤمي بالرفض"
لاء مليش خلق للحاجات دي سلملي علي عمي
يجيبه رياض بضيق"
وماله حاضر هوصل سلامك
، يدخل غرفته وتلحقه ورد وتحرص علي ان تجهز له ثيابه وتعطيهم له ليرتديهم ،وتتاكد من هندامه وتتتمني له السلامه
يغادر رياض وتخرج وراءه ورد لتجالسهم، علي استحياء من وجود جاد الذي قام باحتضانها في اول لقاء بينهم
يجلس جاد بجوارها ليساله "
مالك يا ورد حاسس انك مش مرتاحه لوجودى، وده سبب انك مش عايزة تقعدى معانا!
رسمت ابتسامه ودودة علي شفتاها واجابته بخجل"
لاء ابدا ده بيتك انا بس مش متعودة علي وجودك ومستغربه لكنتك انك بتتكلم زينا في القاهرة
يضحك جاد بتلقائية ويجيب عليها"
انا بتكلم صعيدى عادى، بس لاني في امريكا مش بتكلم غير انجليزى لساني اتعود وبقيت اتكلم زيكم علشان اظبط مفردات الكلمات في الترجمه فهمتي
تؤمي بالفهم تساله علي استحياء "
ممكن اسالك سؤال ثقيل شوية بس انا عندى فضول اعرف
يحثها علي ان تساله بدون تكلفه لتقول له"
انا عرفت من سناء وصورة العيلة ان كان ليك اخ تؤام ، اسمه "علي" ممكن اعرف مات ازاي وليه سافرت بره؟
ارجع ضهره للخلف واخذ نفسا عميقا يعبر عن حزنه اجابها"
فعلا "علي" اخويا التؤام ، كان في الكلية الحربية، وانا كنت في اقتصاد وعلوم سياسية اتخرجت قبل منه بشهر ،واترشحت لبعثه لاخذ الماجستير والدكتوراة لتفوقي
رفضت لاني مقدرش ابعد عن تؤامى ، وقبل ما ابلغهم رفضي جالنا خبر وفاة "علي" في مناورة للذخيرة الحية وكانت قبل تخرجه باسبوع ، جالي اكتئاب وكانت فكرة السفر الحل الامثل علشان اقدر ارجع لنفسي
سافرت واتفوقت وتفوقي لفت نظر الدكاترة اللي بيشرفوا علي رسالتي ،وطلبو يستفادوا من علمي للطلبه واستلمت عمل في نفس الكلية اللي بعمل فيها رسالتي،وحاليا انا استاذ دكتور جاد وجدى الاسناوى بجدارة ومع مرتبة الشرف
صفقت له ورد باعجاب وقالت له"
برافو عليك حولت حزنك لنجاحك انت مثال للشاب الطموح
دنا منها واصبح يتنفس انفاسها المتقطعه بسبب ضفعها، لمرضها يسالها قائلا"
وانتي يا ورد متعلمه ولا دبلوم زي باقي بنات العيله؟!!
اشرأبت ورد برأسها فخرا وقالت بكبرياء"
احب اقولك يا استاذ جاد كل بنت هنا بعد معاشرتي ليكم حصولها علي شهادة بيزيدها فخر، يكفيها اتقانها لكل فنون الحياة المنزلية واللي ملهاش حصر،ورياض بكل هدوء علمني ازاي اكون مفيده مش بعلمي وبس لكن بأني اكون زوجه وام في المستقبل لاولادى بحسن رعايتي ليهم
لكن للعلم وليس للتفاخر انا في ثانية طب اسنان ، وادعيلي رياض يهديه عليا واكمل فيها علشان احقق وصية بابا
ابتسمت حفيظة واحتضنت ابنتها بفخر "
ربنا يكملك بعجلك يا بنتي انتي اكده اثبتيلي انك رجعتي ورد اللي رباها منصور صوح
يصفق لها جاد اعجاب بحلاوة حديثها وفخرها ببنات عائلتها
ليقول لها"
افحمتيني يا ورد بجد رياض يا بخته بيكي، ولو علي تكمله علامك انا هقنعه حرام تخسري سنتين في الارض
تهللت اساريرها وزَين ثغرها بابتسامه عذبة جعلت جاد يطيل النظر اليها بصمت مبهم مما جعل ورد تخجل من نظراته اليها وتنهض لتستأذن منهم"
انا اسفه بس تعبت ومحتاجه ارتاح، شكرا لدعمك يا استاذ جاد واتمني فعلا تقنع رياض لاني صعب اتخلي عن حلم بابا
سمح لها جاد بالانصرف ووعدها بان يقنعه ،وتمني لها الشفاء
عادت ورد الي غرفتها وظلت تنتظر رياض الي أقترب اذان الفجر ولم ياتي بعد ليغلبها النعاس وتنام
وفي الصباح تنهض مفزوعه تبحث عن رياض وتتسال الم ياتي طوال الليل ،ام اتي وخرج دون ان تشعر به!
لتنظر في ساعتها تري الساعه قاربت علي الخامسة صباحا
تقوم من علي فراشها وبداخلها شعله من النشاط وهي تحدث نفسها بسعادة "
صحيح ابو اللي يشيلو عني شغل البيت ،لكن مش هسمح ليهم يخدموا جوزي ، انا وبس اللي هخدمه واعمله كل حاجه بايدي
واولهم كوباية اللبن الدافي،
هروح احلب الجاموسة علي ما يرجع من صلاة الفجر
تاخذ القدر وتدخل الزريبة لتري سيدة في الاربعين نظرت لها وسالتها باحترام"
انتي الست ورد بت عم رياض بيه مش اكده؟
كادت ورد ترد عليها وتخبرها انها زوجته لتتذكر انه لم يعترف بها زوجه الي الان لترد عليها بأيجاز "
ايوة انا وانتي شلبية ولا باتعه
ترد عليها المرأه"
ايوة انا خدمتك شلبية يا ست هانم هاتي الجدر انا هحلب الجاموسة هجيب الحليب لحد عنديكي
هزت ورد رأسها رافضة ان تاخذ منها القدر واردفت"
لا يا شلبية انا بحب احلب الجاموسة ، انا هحلب ليا وانتي احلبي الباقي ،لاني بحب اشرب اللبن دافي
تجلس المراة لتحلب جاموسة اخري تاركه لورد تفعل ما تريد
تجلس ورد بكل جراءة وتحلب الاخري بهدوء الي ان امتلاء القدر
واخذته وذهبت الي المطبخ واخرجت كوب كبير وملأته
وخرجت وفي الطريق الي غرفتها تقابل جاد العائد من الصلاة
يبتسم لها ويمد يده ياخذ كوب الحليب منها قائلا"
جه في وقته انا بعشق حليب الصبح
ويتجرعه دفعه واحدة لتنظر اليه بذهول وهي تنظر خلفه الي رياض الذي يطالعه بجمود لا تفهمه!!!!
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية ملح بطعم السكر ) اسم الرواية